Sunday, November 16, 2008

أتــوبيس حبنــا

أتــوبيس حبنــا
------------


وقف كالعادة على رصيف المحطة , بهذه الهيئة المزرية المعتادة لموظف بلغ من العمر عتيا حتى كاد ينافس مومياء رمسيس الثاني, وبالجريدة تحت باطه ذي الرائحة المسممة مفتوحة على صفحة الكلمات المتقاطعة التي شاركته مربعاتها أفراحه وأتراحه, بينما يقبض بكلتا يديه على بطيخة عمره ليكون لحمها طعامه ذاك اليوم وبذرها لب تسليته في سهرته الأسبوعية على فيلم السهرة ...

أخذ يطالع الأفق في قلق, منتظرا الوصول, وأخيرا ... وصلت علبة السردين ... أقصد أتوبيس الهيئة ... أخذ صاحبنا نفسا عميقا لم يفعله حتى عندما حاول اجتياز خط بارليف في سيناء, تراجع خطوتين للوراء استعدادا للانطلاق, دارى البطيخة جيدا فولاد الحرام أكثر من الرز, ضبط ساعته الستوب ووتش, فهو ينوي تحطيم رقم قياسي جديد ... يتنقل ببصره بين زملاء المحطة في الصف الأول من هذه الملحمة, الكل متحفز, ذاك الرجل بلدياتنا يحمل شوالا يزن على الأقل 50 كيلو وتتحرك فيه أشياء مجهولة المصدر, بالتأكيد سيتجنبه في مرحلة الصعود, فأخر شخص زاحمه بنفس المواصفات اتضح أنه يحمل شوال كابوريا نالت نصيبها منه, حتى أنه اكتشف إحداها قابعة في ملابسه الداخلية عندما عاد إلى منزله ... نقل نظره إلى أحد طلاب الجامعة ذوي الحجم الثقيل "جسم حيوان, هوه بيلعب حديد ولا بياكله" تمتم أخونا بالكلمات في حنق مقررا عدم الخوض مع هذا الأخير أيضا ... تلفت مرة أخرى, الست التي تحمل طشت الكرشة, وستزاحمك بالتأكيد بإمكانياتها التي وفرتها لها حلل المحشي التي كانوا يرضعونها لها منذ الصغر, فرصته معدومة هناك بالتأكيد ...

الأتوبيس يقترب أكثر, أحد الزملاء تطوع بأن يكون هو من يطلق علامة البدء, يجب أن يجد ضالته بسرعة ... وهناك لمح ذلك العجوز ذا العكاز والذي يهتز بسرعة تنافس طبق جيلي فوق ترابيزة برجل واحدة في زلزال 92, ابتسم تلك الابتسامة السادية, ووجه كل حواسه في ذلك الاتجاه ... عيناه معلقتان بحكم الإطلاق, الذي أخرج لتر بيبسي وقربعه على بق واحد و .......... أأأأأأأأأأءءءءءء ...... تكريعة أسمعت جمعية الصم في جنوب الهند, و .... انطلق الجميع ...

انطلق بطلنا بقوة, بقوة شديدة لا تتناسب مع عمره, لقد مارس تلك الملحمة لمدة ثلاثين عاما كانت كافية لإكسابه اللياقة الكافية ... زاد من سرعته, هو يعلم أن هناك غيره من الأبطال, الأخ بلدياتنا رفع الشوال على كتفه وأخذ يقفز قفزات عملاقة حتى كاد يصل إلى القمر ... الست بتاعة الكرشة, اللئيمة, زودت طشتها بمحرك هيدروليكي قوة 20 جحش, كما تعلم فالحاجة أم الاختراع ... أحس بالنخوة تجري في عروقه, أيسبقه كل هؤلاء وهو صاحب الأرقام القياسية المحطمة والمكسورة واللي لسه في المستشفى ؟ ... زاد من سرعته, سبقهم جميعا, ابتسامة نصر, الآن يجب عليه التوجه إلى الباب بخطة 2-3-1 مارا بذلك العجوز كهدف نهائي و .... لقد وصل, صعد الباب في نفس التوقيت الذي مد الرجل العجوز يده إلى المقبض الحديدي, في نفس الوقت الذي وصل فيه الجميع إلى الباب, في نفس الوقت الذي تحس فيه أنها نهاية العالم ............... وفي نفس الوقت الذي لا يزال الأتوبيس يسير فيه بلا توقف,"سواق غتت"

نظر صاحبنا إلى العجوز, وإلى يده المعلقة بالمقبض بينما الناس تزاحمه وهو لا يزال يجري على الأرض بخطوات سريعة متعثرة جراء سير الأتوبيس الذي بدأ يزيد من سرعته ... نظر له مذكورنا بعين جافة , رافعا قبضته ليهوي بها على يده قائلا" معلش يا عم الحاج , الأتوبيس للأقوى" ...
هوى بيده على ذراع العجوز بنظرته المذعورة ويده المرتعشة و ......... طاخ, أحس أخونا بألم شنيع يوازي شعور برتقالة في عصارة بشفرات حديدة, أنزل نظره للأسفل ليفاجأ بعصا العجوز تستقر بين رجليه منهية أمله الإنجابي, احولت عيناه وصدرت منه آهة خفيفة تحمل كل ملامح الألم بينما قفز العجوز فوق الركاب قابضا على قميصه وهو يصرخ ناثرا الريالة على وجه المذكور" الأتوبيس لمين يلا؟ ... دانتا راجل خرع" ... فاق من كم الريالة التي أغرقته, ورفع يده إلى عنق العجوز ليبدأ أولى معاركه, لولا تدخل ولاد الحلال لفض الخناقة, وتدخل ولاد الحرام للتقليب فيها ...

خرج من بين الزحام الذي يسد الباب إلى داخل الأتوبيس, وأخذ يتأكد من وجود كل شئ ... الموبايل , المحفظة, الفلوس الفكة ... تحسر بألم حينما تذكر أن عصا العجوز سرقت ما لا يمكن استرداده تاركة إياه شبه حي و .... انتفض فجأة , البطيخة, شقا العمر ... التفت في هلع إلى الباب والزحام الذي يسده, قذف نفسه في فدائية بين الأقدم, راح يزحف ويبحث, حتى وجدها مستقرة في وداعة تحت أحد الكراسي المفرد ... مد يده في لهفة كأم وجدت ابنها بعد غيبة سنين, وتحسس قشرها الأخضر الناعم ... "انت يافندي بتعمل إيه ...البتاعة دي تبعي" ... التفت إلى ذلك الجالس على الكرسي بعين يطق منهما شرار كبوتوجاز نزع منه مصرف الغاز ... لم يأخذ الراجل مع صاحبنا غلوة ليقنعه أنها بطيخته, وتركه راضيا تماما, بصف أسنان مفقود وعين وارمة وخدش في خده أعمق من حفرة البلي في حارتهم ... أخذ البطيخة وبدأ يربت عليها في حنان متوجها إلى وسط السيارة من جديد ...

طالع المكان بعين خبيرة, الزحام شديد كطابور العيش ... لمح أحدهم يهم بالقيام و .... فيوووووووو ... طيران أصبح أمام المقعد مسببا سقوط خمسة أشخاص ودافعا بذلك الشاب الذي كان يهم بالجلوس صارخا " دانتو جيل قليل الحيا صحيح ... متخلوا عندكو دم يا حوش" ... انتفض الشاب من تلك الدفعة ملتفتا إليه بالنظارة وسماعات الإم بي ثري في أذنه حاملا كتابين جامعيين , رمقه بوجه ساخط ثم أشاح مبتعدا ...

استرخى المذكور صاحبنا في مقعده حامدا الله إنه مجرد شاب "ور ور" وليس أحد الشباب اللبش الذي قد يكلفه معركة أخرى قد تضيع فيها البطيخة هذه المرة ... انقبض قلبه بشدة عند هذا المقطع, واحتضن البطيخة أكثر في حنان وخوف , لتبدأ الهواجس ... تذكر أنه سيمر على عكوش بلطجي الحارة في قهوته, والذي قد يسلبه إياها من باب التعذيب, تذكر أنه حتى لو نجا من ذلك وصعد بها إلى البيت, فإن الأولاد سيشاركوه إياها ... احتضنها أكثر وهو يتخيل كيف سيضطر إلى تقسيمها بين 8 أنفار ومعهم زوجته, تذكر كيف سيستهبل العيال ويقذفون بعضهم ببذر البطيخ في مرح دون أن يدركو أن روحه تهوي مع كل لباية بتطير... زاد ضغطه أكثر وأكثر, كـ "جولوم" قابضا على خاتمه وهو يصيح "ماي بريشس" ....

الأفكار تتداعى, الهواجس تمزقه, الضغط يزيد, أسنانه تصطك, عرقه يهطل بغزارة .......... بوووم ... نظر إلى حجره ليطالع أسوأ منظر في حياته (بعد خسارة عصا العجوز) ... لقد انفجرت البطيخة ... وتناثر لحمها في السيارة لتتلقفها أفواه جائعة لطالما تمنت النيل منها, وليتطاير بذرها في الهواء في "سلو موشن" درامي أمام عينيه على شكل "بارتكلز" موجهة ... لم يتحمل أكثر من ذلك, أرجع ظهره إلى الوراء, وشهق شهقته الأخيرة, لتفيض روحه إلى بارئها ...

وهنااااااااااااك ... في آخرالأتوبيس, التفت الرجل المضروب سابقا بعينه الوارمة ... ليفاجأ بوجود بطيخة أخرى متوارية بين الكنبة الأخيرة والعمود الفولاذي ... مغطاة بجريدة ... مفتوحة على الكلمات المتقاطعة ... جريدة صاحبنا المرحوم ...

Friday, October 10, 2008

سيبر حارتنا


نسيم الليل الآسر , بهذه النجوم "الملطوعة" في السماء والتي تشعرك أن عيون الكون كلها ترقب خطواتك .... هذا لأني أعرف بالفعل أن نصفها على الأقل أقمار تجسس صناعية ... قدماي الحافيتان في الشبشب تذوبان مع نسيم الليل إياه مذكرة إياي بقشف الشتاء المؤذي والذي سيكون أنيسي في ليالي الشتاء الباردة وأنا أقضيها كلها محاولا إزالة كتل الجلد الميت من جلدي المقشف ...


برك المجاري الطافحة في حارتنا تذكرك بترعة الناموسية التي لا أجد لها براً ... سيارة شاب مسرعة تكاد تغرقني بهذا الطفح الآدمي , لولا قفزتي لمترين كاملين مبتعدا عن مسار الطرطشة هابطاً على قدمي كأجدعها رقاصة بالية فيكي يا روسيا ...


أسرع بخطواتي المسرعة وحدها أساسا متوجها إلى نهاية الشارع, حيث تجد بقالة عم ماجد في وشك بوجهه الطيب وابتسامته الملائكية والذي يدفعك دفعا لشراء علبة زبادي وعيش توست دايت وتدفع فيهما العشرة جنيهات راضيا لتتساءل بعدها ... مين اللي نصب على التاني ...


قاومت تلك السحبة السحرية في سحنته البهية وأكملت طريقي إلى هدفي ... ذاك المبنى المشهور في حارتنا ... والذي عرفه الكبار دوما بحادثة قتل عم عليوة لمراته .... ليفاجأ بأنها لا تحتاج رأسها لتجري وراه بالشبشب ... عشنا فيه طفولتنا نلعب الاستغماية التي أسفرت عن اختفاء خمسة اطفال ودادة راحت تدور عليهم والأسطى حسنين الذي كانت تدين له بجنيهين باقي تصليح الثلاجة ... استمر سحره لنا في شبابنا حيث لفات البانجو وعبق الحشيش قبل أن نكتشف بعدها بفترة أن قسم الشرطة هو المبنى المجاور لنا !!! ... طبعا فوقنا بأيادٍ حنينة من أكبرها كف معاون في وسط البلد ...


واليوم .... وبعد كل هذا ... طقت في دماغ مجدي ديفورميشن صديق طفولتنا العزيز ... ليحول هذا المكان إلى "سيبر حارتنا" ... وليعرض خدمات التايبينج والبرينتينج والجيمز والنت ... وشوية برامج وأفلام مضروبة من تحت الترابيزة ... إلى أهالي حارتنا الغراء


وصلت في هذه اللحظة إلى الباب, دفعته بقوة مصدرا صوتاً قادرا على إيقاظ الأخ توت عنخ من تابوته الذهبي وهو بيتنطر ... ما إن دخلت بطاقيتي النايك ونظارتي الشمس في عز الليل والبالطو الأسود الذي يصل إلى ركبتي مرتديا تحته بنطلون بيجامتي العزيزة ومن تحته بالطبع الشبشب المهوي , حتى هب الواد ديفورميشن بسرعة من مكانه , ومط رقبته صائحا بصوت عالٍ:

ياد يا فروسيا ... جهاز المعلم باد سيكتور يلاااااااا ...


كم أحب الأسماء الكودية ... أسرع من نهاية الصالة الواد فروسيا مهرولا ... ثم حمل عني اللاب توب الذي أرهقني حمله, لكني اختطفته منه في سرعة , وسألت ديفورميشن :

الواد ده عملتله سكان يا ديف

أيوه يابني ... ومفيش فيروسات ولا أجهزة تصنت ... شغل على ميه بيضا

نظرات الرجاء في عيني فروسيا راجيا أن أعطيه شرف حمل عدتي ... لكن شكي هو الذي يحميني ... هو الذي صنعني ... هو الذي جعلني باد .. باد سيكتور ..... نظرت إليه في شك أكبر, ثم أعدت اللابتوب تحت باطي الذي يشبه رائحة كلب ميت وجد في ماسورة صرف صحي ... دفعت فروسيا أمامي هاتفا :

بينا على الكونترول روم ... أنا مطمنلكش حتى لو عمو مكافي بنفسه قال إنك "ترست بروجرام"

أحنى الفتى عينيه في الأرض ... وسار أمامي ليقودني إلى الحجرة ... أسير في ثقة يحسدني عليها بونابرت نفسه ... الكل في المقهى متوتر ... يترك جهازه مختلساٍ النظرات إلى ... يتهامس مع جاره في المكنة التي إلى جواره ... لكن أحدهم لا يجرؤ أن ينظر ... أن يقف في طريقي ... فـ "باد سيكتور" مبيرحمش اللي جابوه ... ياله من إحساس غبي بالسيطرة ... غبي موووووز ... لكنه لذيذ ...

وصلت إلى الغرفة .... أخرجت الواد فروسيا بشلوت محترم , وواربت الباب وأنظار الجميع تترقبني من تحت لتحت ... الآن أنا في الظلام وحدي ... مددت يدي لأضئ زرار الباور الذي حفظت مكانه من كثرة جلوسي هنا ... خلعت النظارة الشمس لتظهر عيناي اللتان تشبهان عيني البومة ... جلست على الكرسي الذي طورت فيه مؤخرا ليجعل حاجتي إلى تضييع وقتي في التواليت قليلة, بالأصح منعدمة, لأن كل شئ سيتم في مكانه ... فتحت اللابتوب ووضعته على الترابيزة ... ثم فتحت جيب البالطو الداخلي لأخرج عدة الشغل, وأرصصها في تلذذ, بعدها جلست أطالعها بشهوة شيطانية ... قهوة مركزة واحد لتر صافي, كيس دوريتوز أصفر عائلي(ما لقيتش الأزرق منذ أزمة انقطاع النت), قالب حلاوة طحينية الرشيدي, بقدونس ناشف, لمونتين, علبة شعرية أندومي سريعة التحضير, علبة سجاير ملفوف فيها ... احم ... جوانات تركيز ... هكذا تكون الدماغ المتكلفة ... ابتسامتي تتسع أكثر لتظهر صفوف أسناني التي تنافس في صفارها حجارة الأهرامات التاريخية من كتر ... احم ... جوانات التركيز إياها ...

فتحت الـ notes المتروكة على الديسكتوب لأعرف مهمات الليلة ...

المهمة الأولى : إيميل البت سوسن للواد فحتة

المعطيات : منتدى البت دي بتشارك فيه اسمه

www.naffad.com

ضحكة ساخرة صدرت في أعماقي ... لسه بتنفضوا ... ده أنا هنفضكوا ...

النتيجة : اختراق الداتا بيس ... طرد الأدمن ... عمل منتدى باسم باد سيكتور ... و .... آه .. كنت هنسي ... إيميل البت سوسن

شغلانة هبلة وفيها شوية تسلية ... مش مشكلة ... نكرمه في التمن ... 100 جنيه بس يا عم الامور

رميت شوية بقدونس ناشف وجرعت نصف اللتر من القهوة لأتابع في شغف ...

المهمة التانية : عنوان واحد اسمه جعرودي ... مطلوب للتار

المعطيات : الأكونت بتاعه على الفيس بوك ...

الفيس بوك؟ ... يا سلام ... البتاع ده لعبتي ... بس معصلج شوية ... طيب أخش وأشوف و ..... إيه ده ؟؟؟ .... الراجل كاتب عنوانه في البروفايل أساسا

مصمصت شفايفي غيظاً على تضييع الوقت ... واتحرق دمي لأني معملتش أي قلقان ... لذا قررت حرقهم في السعر ... 500 جنيه يا عالم يا عُمي ...

قالب الحلاوة مع جوانات التركــ .... البانجو يعني من الآخر ... بيعلوا الطاسة ... ويسمحوا بتركيز أكبر لما هو قادم

المهمة التالتة : رقم تليفون رشا اللي في العمارة اللي جنبنا

المعطيات : فاتورة شراء من على الأمازون

لما نشوف إيه الـــ ..... إيه ده .؟؟؟ ... رشا ... البت اللي كانت مدوخاني دي ... يا بنت الإيه ... يعني لما اتقدمت لاهلك رفضتي ... لأ وإيه ... بتشتري من أمازون ... ومين اللي بيسأل على النمرة ... يا سلااااااام !!!! ... الواد حمادة اللي في ثانوية عامية ... طيب يا غجر ... جبتله نمرة تليفون أبوها ... وزودت في الفاتورة الجاية بتاعتها كام صفر محترم يكفوها تقضي بقية حياتها في سجن أبو زعبل تودي أوردرات للمساجين ...

التمن ... دول حبايبنا ... أكيد لا زم نكرمهم ... 1243 جنيه ... والفكة رخامة بقى ...

رجعت إلى "النوت" تاني لأكمل القراءة و .... صوت أزيز .... لم أهتم ... شوية دوشة بره ... مش مهم .... الصوت بيعلى وناس عمالة تخبط على الباب ... قمت في ثورة مارد خرج من قمقمه الالكتروني للتو ... وفتحت الباب بغضب شديد وانا أصيح :

إيه يا غوش يا عالم يا

environment .

.. الواحد مش عارف يشـــ ...

فوجئت بعدد من البني آدمين يعبر الباب بسرعة 50 رجل /ث وينقضون علي جميعا بينما شاراتهم الإف بي آي والسي آي إيه وأمن الدولة وحرس الحدود وشرطة المسطحات المائية وأمن الاستاد تتطاير من حولي .... لأجد أني قد وقعت في قبضتهم ... باد سيكتور حصله

system down

يا رجالة ...

طالعت الصحف في زنزانتي في سلبية ولا مبالاة كفيرس حقير تم عمل

quarantine

له دون وجه حق ... لفت نظري الاخبار التيي تتحدث عني :

" القبض على سامي حنكش المعروف بباد سيكتور لمحاكمته على جرائمه الالكترونية"

"الأمم المتحدة تؤكد: على مصر تسليم باد سيكتور لنا لإثبات حسن النية"

"الولايات المتحدة: الإرهابي باد سيكتور هو المسئول عن زعزعة الأمن في الشرق الأوسط"

"باد سيكتور ... والجريمة الالكترونية المنظمة .. إلى أين ؟؟"




يا ولاد الجنية ... محدش جاب سيرة جوانات البانجو يعني ؟؟؟




Friday, October 3, 2008

رســـــــــــــــــائل قرشيــــــــــــــــــة

تهييسة في سهرة من سهرات الشغل ...

----------------------------------

رسائل قرشية

(1)

من عتبة بن الناس الطيبين إلى برهان أجدع ناس ... عين أعيان قريش

أما بعد ... فنرسل لكم بتحياتنا واحتراماتنا و 100 ناقة فول أوبشن وتلفزيون 21 بوصة ولفتين بانجو على سبيل الهدية ... ونرجو منكم التفضل بقبولها ...

وبما أننا وفينا بلزوم القعدة والفرفشة , وبعتنا الأكل والنعنشة .... نبدأ بطلبنا

فلقد أتانا ابننا تيكو بن عتبة مسرعا ... وقد ظهر على وجهه الانبهار, واحمرت وجنتاه من الاسبهلال , سريع النفس, متلجلج اللسان , لا يكاد يفهم أول كلامه من آخره , ولا يأتي آخر معناه بأوله .... فآثرنا أن نلطعه كفاً لتعدله , ومن السكران تنشله , وللسان تخرجه ...

وهنا تكلم المسكين, وأخبرنا الخبر اليقين, مما كان في مول القرشيين .... رأى فتاة ليست كأي فتاة, تحمل لوحة نقل الجيزة, وتملك عيني ضب صحراوي, وتتهادى كجمل مصاب بكساح ربعي ....

اقترب منها ابننا المصون ... ولاعب نضارته البوليس ... رافعا عقيرته مناديا بحس عالي "يا earth احفظي ما عليكي" ... التفتت الفتاة قائلة "شباب بايظ" ... لكن تيكو لم يهتم ... وأخرج موبايله "Qurishsung" وفتح البلوتوث محاولا الوصول إلى جهازها ... لكنه فوجئ بوجود باسوورد مما جعله يتراجع عن قراره ...

حاول التجرأ والبعبعة ... فاقترب في خفة, وتنطط في حيوية, وتكلم بفصاحة ... فناداها "ليه القسوة الرزية ... ده أنا كلي حنية" ... وهنا فوجئ ابننا وقرة عين أمه بالفتاة تلتفت ... وترد بوصلة ردح بدوية أصيلة :

لو كنت فاكر إنك شاب
والمول ده كله شباب
قرب خطوة كمان
وأنا أجيبك بالقبقاب

احنا من دار السلام
أرض البانجو والأحلام
ابقى تعالى في مرة زرنا
هتلاقي نفسك هفتان
من الخوف
ومن الرعب
لأ .... ومن فتح الكرش كمان

المطوة في جيبنا بتنادي
علينا وتقول يا ولادي
طلعوني
وافتحوني
أفتح دماغه ع الهادي

انبهر تيكو وانشهر ... واستحل وافتشر ... من هذه الوصلة التي لو سمعها شيبويه لدفن نفسه خجلا, ولو قرأها الأبنوتي لرمى بدواوين شعره في النيل كمدا, ولو عدت على محمود سعيد لعرضها في البيت بيتهم بلا تردد ...

عقدت الدهشة لسانه ... بل عقدته عقدا ... وجعلته معقودا ... حاجة غريبة !!! ... ولما سأل الدهشة عن سبب عقد لسانه .. ردت : وأنا مال أهلي ... انت اللي عايز كده ...

نفض لتلك الدهشة وعاد للفتاة ... أخبرها إنه وقع في دباديبها, من هذه الموهبة التي تملكها ... وأنه هيبطل صياعة, ومش هيخرج مع شلة راب بدويشن فورإيفر, ومستعد يبطل يخش على صحرا بوك كمان, ولن تعرف سيجارة زفتوباترا طريقها إلى شفايفه المقشفة ... فقط لو وافقت على الارتباط به ..

البنت نفضتله بتفة محترمة ... تدل على أصلها العالي علو الحفرة في بئر مظلمة ... ثم ولت إليه ظهرها واختفت

جن جنون الولد المسكين ... فأصر إصرارا, وألح إلحاحا, وزرجن زرجنة ... إنه لازم يعرف هي بنت مين في مصر ... فذهب إلى صاحبتها ... وضحك عليها بكلمتين ... وخد منها إيميل الفتاة الفصيحة ... ثم ذهب به إلى صديقه في سيبر عكاظ أون لاين ... وأقنع حبيب هارته مجدي ديفورميشن الهاكر إنه يجيبله قرار الموضوع ده ...

طبعا مجدي صايع ... وخابز الليلة ... فقام إلى مكانه المفضل لمثل تلك الحالات ... الحمام ... ونتجت حزقاته عن نتيجة مرضية ... فأعطاها إلى ابننا الأهبل بريحتها ... ولم ينس أن يأخذ منه الكاش موني ...

ولما سألنا وتسآلنا ... واستفهمنا وفهمنا ... عرفنا أنها بنتكو المصون ... بنت ستين ......... ناس طيبين ... فقررنا السؤال عنكم
ولجل ما أدهشني وأعجبني سيرة عائلتكم الطاهرة ... وعطركم الفواح اللي جايب آخرالدنيا , لدرجة جعلت مصلحة المجاري تعطيكم لقب " أعفن ناس فيكي يا منطقة"... فحضرتكم من أكبر محترفي ويننينج إليفن في البلاي ستيشن ... وحاصلين على جائزة الدولة التقديرية في أحسن ماتش فردي بدون حكم ع اللي يشيل ... كما قمتم بتحضير دكتوراة في "كيفية اللعب بدراع البلاي ستيشن من غير ما صوابعك تفأفأ" ... وزوجتكم المصون رئيسة " الجمعية السلمية ... لتمكين تعايش الست مع ...... ولا حد" والتي كان لها أكبر الفضل في وصول معدلات الطلاق إلى 100% مما أهلنا لدخول موسوعة "كينيس" للأرقام الكياسية ... وابنكم ... وما أدرانا ما ابنكم ... فتوة الحتة الأول ... قضيتين جنحة وتلاتة نصب ونزيل دائم بسجن "ترة" ...

أما ملاكنا ... وموضوع حديثنا ... فالكل يصفها برقة الغول ... وغناء العنقاء ... وقبضة تايسون ... وعلمنا أن أزواجها الثلاثة السابقين يعانون من تهتك في الأطراف نتيجة العضعضة الانتقامية ... مما يدلنا على حلاوة سنان ابنتكم ... وإننا مش محتاجين بندقة ولا حاجة ...

وعلى هذا ... وبناءا عليها ... نتشرف ونتلطف ونتشطف ... بطلب إيد بنتكو المصونة "هبلة" لابننا البكر "تيكو" ... ونحن بانتظار ردكم وطلباتكم مع ملاحظة إن بامبرز تيكو مبدئيا كده عليكو

وتفضلوا بقبول فائق احتراماتنا المبجلة بسعادة وسمو موصلة إلى فخامة جلالة عظمة قرعتكم الموقرة ...

المقر بما فيه
Otba@qmail.com


(2)

من برهان أجدع ناس إلى عتبة بن الناس الطيبين ...

أما بعد .. فقد بلغني كتابك , ومعه دليل الطالب الذي تكرمت بإرفاقه, ونحب أن نشكرك على هداياك المباركة, ونفحاتك المبجلة ونقولك "الليلة كانت ميت فل يا باشا" ... ونعتذر للرد المتأخر ... لأن الدماغ كانت تقيلة والكيف عالي ...

أما بعد .... فمن الآخر كده أنا موافق خلينا نخلص من البنية ...

لكن ما يجب أن تعرفه يا عتبة ... أن ابنتي عندي غالية غلاوة حتة الرومي على الفار المقشف ... وإني أرى أن طلباتنا ستكون العادية من خيمة 120 متر بالسيراميك وتليفزيون 99 بوصة وأودة النوم 3 أدوار والغسالة والتلاجة والمكيف – ماركة union camel- والدش والأيبود والموبايل وخط الدي إس إل -1 ميجا يا ريس- وأكونت على موقع تورنت لا يقل عدد السيدر فيه لكل ملف عن 50 ... وما يكونوش fake ولا مؤاخذة ...

أما نحن ... فلعلمنا بأزمة الشباب ... وغلو المعيشة .. وطحنة الحياة ... فسيكون علينا البلاي ستيشن 3 ... حيث أنها تتجهز لدورة كورة يابانية ... ولا نريدها أن تفقد مهارتها ..

وبانتظار ردك الغالي يا معلم

المرسل
BoRhAn
CC:
الواد أخويا آخد رأيه



(3)


من عتبة بن الناس الطيبين إلى برهان أجدع ناس ... معلش يا كبير اتأخرت عليك ...

حبيت أقولك .... بل بنتك واشرب ميتها ... هوه احنا جايين نشتري تمثال ألماظ ..؟؟؟؟؟

المقر بما فيه
Otba@qmail.com

(4)

من برهان إلى الراجل الخيخة الكركوبة ... لو راجل انزلي تحت

وده آخر mail أبعتهولك

يا راجل يا خرع

المرسل
BoRhAn
CC:
الواد أخويا يلم شوية بلطجية ويحصلني




وتمر السنين

وتتعاقب الأجيال

ليدرس الجميع

حرب البسوس

التي بداتها قصة حب

انتهت بحب الفلوس

Tuesday, September 30, 2008

نشوة .... دموية

بدأتها ... كوميدية ... لكن لا أعلم ما هذا الذي انتهت إليه ؟؟ .... ما أعرفه أنها تعبر عن العديد من المشاعر الداخلية الآن

سامحوني إن لم تأتي بمعنى مفهوم


---------------------------------------------------------

"وي آر جوينج تو داي"
نطق الرجل الانجليزي بالعبارة وهو يرتجف في خوف دفعه لأن يلتصق بجسدي باحثا عن دفء أمانٍ زائف, بينما رائحة فمه الغارقة في البيرة تصل إلى أنفي المجبر على التنفس فتحيل حياتي جحيما ... نظرت إليه بتقزز بالغ وتسائلت في سري : طب عاملين فيها رجالة ليه من الأول ؟؟؟

تطلعت إليه ثانية ... كم هو مثير للشفقة ... لكنه بالفعل, إنجليزي ... حتى جلسته الخائفة لا زال فيها طابع الارستقراطية المعروف , بسيجارته التي لا تزال مشتعلة بين أصابع يده المرتجفة ... نظراته الحائرة ... تحس فيها بــ "عز ابن الناس " المتربيين على الغالي ... ارتجافته ... تجاهد في كبر واضح حتى لا تنتقل إلى عظامه ... لكن الأمر تجاوز كل جدران شجاعته

قطع حبال وأسلاك أفكاري صوت الرصاص المتطاير في كل مكان ... والذي أستطيع أن أجزم أنه قد صنع ثقبا في كل 3 مليمترات في تلك الصخرة التي نقبع خلفها ... حتى لقد أضحى يشبه غربال ستي الله يرحمها ...

لحظات الجمود .... حينما يعدو كل شئ من حولك وتقف أنت مجمدا في زمانك ... لحظات التوتر ... تستطيع معها عد أنفاسك المتسارعة ودقات قلبك الثائرة ... لحظات التأمل ... يقترب الخطر لدرجة لا تحس معها بأي خطر ... غير احتمال لوجود صدمة من فاتورة الكهرباء القادمة لأن المدام أصرت على موضوع التكييف ... وعندما حاولتَ الاعتراض كانت سكينة بعمق 20 سم مغروسة في ذراعك ... هذا بالطبع لأن قصرها –المدام لا السكين- منعها من الوصول لرقبتك ...

صاروخ سكود آخر يقطع افكارك المسترسلة التي لن ينفع فيها أي خياطة ولو أتيت بعم حسن الرفا ذاته ... ولا يزال ذاك الوغد الانجليزي يزيد من تشبثه بذراعي مع كل صوت ناموسة تعبر من جواره ...

أزحته برقة مصطنعة, لكنها أبت إلا أن تطرحه خمسة امتار بعيدا عني حتى أوشك على الخروج من خلف تلك الصخرة ... فتحت جانب سترتي لأخرج "حسونة" الصغير ... تأملته ولمعان النيران ينعكس على اسطوانته الفضية ... وفوهته تكاد تزأر مطالبة بالمزيد من الفرائس .. كم أحب هذا المسدس ذي الألف طلقة ... يسمح لي ببعض المتعة في هذه الأجواء المملة ...

ربتُّ عليه بحنية ... وتأكدت أن عدد طلقاته كامل ... ألف طلقة ستسمح لك بالاستمرار في الضغط على الزناد دون مبرر ...

ابتسامة شيطان أحدب أفرج عنه للتو بعد رمضان ... شعور داخلي أسود باللذة ... وحش ثائر يود الخروج ليلتهم حلة محشي كاملة دون تكريعة واحدة ... قمت من مكاني ... التفت إلى الصخرة ... رفعت فوهة مسدسي ... ذاك الفافي الانجليزي يمسك بقدمي ... يكاد يقبل حذائي :
دونت دو إيت ... بليييز .... بليييييييييييييييييييز ؟؟؟

إزعاجه يمنعني من التركيز ... تذكرت مقولة عم عبده البواب في سهرات الصيف الحارة .. تخلص دائما من الذبابة المزعجة, لتكمل نومك ... أنزلت مسدسي إلى جبهته ... وتركت مكانا لعين ثالثة ... تبا ... أصر ذلك الوغد أن تجد دمائه طريقها إلى بنطالي ... أم العيال لن تسمح لي بدخول المنزل الليلة ... هذا إن عدت بنصفي الأسفل أساساً ...

حسنا ... عاد الهدو النسبي ... ما زال هناك بعض الضوضاء المنبعثة من الخلف ... أخذت نفسا عميقاً, أغلقت عيني في استرخاء, مارست تمرينة يوجا على السريع لعمل الرفريش اللازم ... ثم ... رفعت مسدسي ... وضغطت بقوة على الزناد ... لتنطلق رصاصاتي في كرم شديد ...أحال تلك الصخرة الآن إلى مجرد رماد ... وانقشع ضبابها موضحاً الرؤية المبدئية لخبير مثلي ...

مائتي جندي مقاتل ... أربعون مركبة ذات مدافع طويلة المدى ... مروحيتان ... وأخيرا ذاك الروبوت ...

ما إن رأوني حتى توجهت الأسلحة جميعها نحوي ... إنني الهدف, إنني الغاية, إنني المنشود ... بإمكانهم أن يعيشوا ... أن يغرقوا في ثرواتهم حتى النخاع ... أن يعودوا لزوجاتهم وأبنائهم ... أن يتنفسوا من جديد ... فقط إذا تخلصوا مني .... فقط .... إذا استطاعوا

لم يضيعوا وقتا ... الجبناء ... الجميع يريد استغلال الوقت ... تماما كما فعل ذلك الجرذ الارستقراطي منذ قليل .... حين اعتقد أنه يستطيع أن يعقد صفقة معي ... لعلها كانت أسهل مع شيطان من بعد كوني آخر .... لكن ليس معي ...

الحماس يشتعل في أعينهم المتوترة , أصابعهم متحفزة على الزناد وكأنه مفتاح بوابة الخلود , أصواتهم تعلو في وحشية آملين في بث بعض الرعب ... ثم ...أطلقوا رصاصاتهم, صواريخهم, قنابلهم, جميع ألعابهم .... إنه يوم المرح بالتأكيد ..

تأملتها ... تأملت الرصاصات ... تأملت الموت ... تأملت ذاك الجحيم الذي يهب كالعاصفة ... كلها تتمنى ضربي, سحقي, فنائي ... فتحت صدري, كأسد يتلقى آخر الرماح في حلبة مصارعة رومانية ...

رفعت ذراعي .... أحتمي ... وأنا أعلم أن أنيابهم ستطولوني .... اخترقت الرصاصات ساقي اليمنى من الفخذ لتتفجر منه الدماء ... وانهال مجموعة أخرى على ذراعي وجزء من صدري بحثا عن مكان يستقر فيه ... بينما اندفع صاروخ ناحية معدتي وآخر في وجهي ... ثم ... ألم ... نعم ... ألم لذيذ ... ولكنه مؤقت ... تحاملت ... كم أحب هذا الشعور ... أن تغلب ألمك ... أن تصرعه ... دعه أولاً يسري في جسدك ... دعه يأكل من لحمك .. دعه يعش نصره ... ثم اقضي عليه ..و... قف على قدميك من جديد ...

بدأت الاستعداد للوقوف, ولكن ... لا مفر ... الإصابة شديدة ... ماذا حل بك؟ لا تخدع نفسك ... من ذا الذي يخوض ثلاثة أيام من المعارك المتتالية بلا راحة, ثم يطمع أن يكون في صحة رامبو ووسامة كروز وابتسامة أوباما ...

مع ذلك, نهضت بتحامل ... الدماء تسيل بشراهة كما لو أن نهرا وجد طريقه بين بعض الصخور المتهالكة ... لا زلت أحس بلهيب تلك الطلقات ... أشعر بها تصهر لحمي لتندمج معه في ألفة كمن اعتاد أكل الفسيخ في العيد ... صداع بسيط في رأسي سببه ذاك الصاروخ اللعين ... سأضطر لتناول حبتي أسبرين هذه المرة بدلاً من واحدة ....

اعتدلت ... وقفت أنظر للسماء ... ألمح تلك السحب الجميلة .... خسارة أنها ستظلل أرضا ترويها الدماء بعد قليل ... نظرت في وجوه كل هؤلاء ... هم في حيرة, يتراجعون, خائفون ... ينظرون إلى وجهي الذي دمره الصاروخ بتقزز وذهول .. يرددون ... إنه ليس بشريا ... ليس عاديا ... إنه ... وحش ... يالهم من حمقى ... كل ما في الأمر أني عربي ... نفسٌ عميق ... ثم رفعت "حسونة" , وضغطت الزناد ... لقد ضغطت , وضغطت, وضغطت ... لقد أطلقت الكثير ... لقد دمرت أكثر ... لم أتوقف ... حتى سمعت التكة ... معلنة انتهاء الألف رصاصة ... وانتهاء معركة غير متكافئة ... مائتي جندي فقط ؟؟؟ يا لها من مهزلة ... إنهم يستقلون من قدري ...

لا يهم كل ذلك ... أزلت في لا مبالاة ذلك الجزء الميت من لحمي والذي دمرته الرصاصات ... عكفت على إخراج بعض الطلقات القريبة بينما تركت ما غاص منها في جسدي ... بدأت في إعادة بعض من عظام جمجمتي ... لكنها تدمرت تماما ... التقطت بقاياها, وطوحتها بعيدا في لا مبالاة واضحة اعتدتها في مثل هذه المواقف ...ثم توجهت إلى حطام ذاك الروبوت ...

اقتربت منه ... إنه يتحرك في تشنج ... يبدو كما لو كان يجاهد للبقاء حيا ... حيا؟؟ يالها من كلمة تطلقها على ذلك الشئ ذي القلب المعدني ... رأيته ... نعم ... إنه يحاول الوصول إلى شريحة التيتانيوم خاصته ليتخلص منها بسرعة ... تمتد يده الالكترونية المشوهة ... ترتجف بشدة ... أمن الخوف أم الدمار؟ ... لكن هيهات ... أخرجت مسدسي الصغير ... لا أستخدمه كثيرا ... فلا يحوي إلا 100 طلقة ...أطلقتها ... أفرغتها في تلك الصفيحة المعدنية ... في ذراعيه ... في جسده ... في ساقيه ...

الوغد يتحرك تحت وطأ رصاصاتي وكأنه يتألم ... يتشنج كأنه يحس ... لولا أني أعرف أنه آلة لأقسمت أنه يتعذب ... بل إنه فعلا يئن ... فعلا يتذلل ... لكني لا أسمح له بالنطق ... حتى لو نطق بعربية فصحى ... صوت رصاصاتي يصم آذان شعوب الواء واء في جبال الهيمالايا ... تكة أخرى ... ومئة رصاصة أخرى ... وجثة معدنية أخرى ...

مددت يدي إلى شريحة التيتانيوم ... آخر ما تبقى منه ... ووضعتها في جيب سترتي حيث أجمعهم ...

طالعت المنظر ... ذاك المنظر المبهج ... دماء وجثث ... بقايا آلات ... حطام مركبات ... إنها الحرب كما تحبها يا صديقي ... أن تقف أمام جيش جرار وقوة لا تقهر ... وتخرج من بينهم وقد أصبحوا رمادا يتذاكره الماضي ... وبقايا من يوم يكتبه لك التاريخ في كتابك الدموي ... إنها لحظات النشوة بالنصر ...

طالعت الأفق ... لألمح عشرين مروحية حربية من طراز "نيون" متجهة نحوي ... كسرب نمل يجتمع على قطعة حلوى بللها طفل رضيع بريالة محترمة ...

ابتسامتي التي لا تفارقني ... سترتي التي أتدثر بها ... "حسونة" حبيب قلبي ... استيقظوا ... فلدينا صحبة كتب لهم ألا يروا ضوء النهار بعد ذلك ...




Sunday, September 14, 2008

عارف الإحساس ده ؟؟؟

عارف الإحساس ده ؟؟؟


لما المروحة تتعطل بليل ...

وتقوم من النوم العرق مغرق جتتك الطاهرة ...

والعماص لازق في عينيك بصمغ أمير محترم ...

وتخش الحمام عشان تاخد دش ينعنشك ...

تفتح الحنفية ... ومعاها تفتح دراعك ... عشان تستقبل رذاذ الميه المتلج في خلقتك ... و .......................... الميه مقطوعة !!


عارف الإحساس ده ؟؟؟


لما تقعد تشتغل وانت مطحون على الآخر ...

وتفضل تاكل في وجبات سريعة عشان تلحق تخلص الشغل ...

وفجأة ... ينقح عليك نداء الطبيعة ...

فتقاوم ... وتعاند ... وانت عارف إن دماغك أقدم من نعل الخديوي كركوب ... وتصمم على إنك تكمل شغلك الأول

الحالة بقت صعبة ... خلاص هتوصل لمرحلة اللا إرادية

تجري على الحمام ... وتخش ... وتفتح الميه و ...................... الميه مقطوعة !!!!


عارف الإحساس ده ؟؟؟


لما تقعد تاكل أكلة سمك ...

وتلغوص فيها براحتك ...

وريحتك من تنتوفة شعرك لحد ضفر صباعك الكبير تبقى كلها سمك ...

وواحد صاحبك يهزر معاك بإيده الزفرة ... وتهزر معاه ... لحد ما تبقوا انتو الاتنين حاوية عفانة متحركة ...

وتفتكر إن عندك معاد دلوقتي مع خطيبتك ..

فتجري بسرعة عشان تغسل إيدك ... وتفتح الحنفية بسرعة عشان تلحق و ........... الميه مقطوعة !!!!!!!!!!


عارف الإحساس ده ؟؟؟


لما تخبط مشوار في عز الحر من عين الصيرة لأكتوبر ...

وتكتشف إنك نسيت مفاتيح المكتب في البيت ...

فترجع تدب المشوار ... وأمك تقولك طب ريح شوية قبل ما ترجع الشغل ...

لكن نعل الخديوي المبجل يشتغل في دماغك ... وتقولها هبقى آخد دش عند واحد صاحبي وأبقى تمام ...

وترجع تاني المشوار ده كله ...

وتروح عند صاحبك وانت مش طايق ريحة اللي جابوا العفانة ...

وتخش الحمام ... وتفتح الدش وتحط دماغك تحته ... وتستمتع بقطرات الماء الساخنة

وبعدين صاحبك ينادي عليك من بره :

يابني ... الميه طلعت قاطعة في أكتوبر كلها

فتفاجئ أن تلك القطرات ما هي إلا تسريب من حمام الجيران اللي فوق وإن ............. الميه قاطعة !!!!!!!!!!!!!!!!!


عارف الإحساس ده ؟؟؟


لما تقرر إنك شخص بيتحكم في أعصابه ...

وميهموش كلام الناس ...

ومش مهم ريحتي المعفنة ...

ومش مهم أخش أعمل زي البني آدمين ...

وفجأة ... تلاقي في اجتماع حالا في الشغل ...

تخش ... وجوه ... تبدأ كل تلك الكتل في الضغط عليك ...

الضغط بيزيد .. وانت مش عايز ... مش هينفع هنا ... مش هقدر ... مش .........

الدنيا كلها هوس .... إلا من ذلك الصوت المتتابع الذي يصدر منك ... والكل ينظر إليك في تقزز أو تعاطف أو شماتة أو لا مبالاة ...

تقوم زي الأهبل ... وترمي نفسك من الدور العشرين ... عشان ترحم نفسك ... تنزل على دماغك ...

ولحظك المنيل يلاقوك لسه عايش ... ويحاولوا إنقاذك ... ياخدوك المستشفى ... الدكتور يجري ... يروح عشان يغسل إيده و ..... الميه مقطوعة !!!!!!!!!!!!!!!!!!


عارف الإحساس ده ؟؟؟


لما تبقى وحيد في عنبر الخطرين ...

والحكومة بنفسها تقرر نفيك خارج البلاد لخطورة وضعك ...

تقوم بقرف وانت مش مهتم بالتلفزيون ولا بالأخبار ولا بالعالم المجانين اللي بره ....

تفتح إزازة الميه وترفعها عشان تشرب وترتوي و ............... الميه قاطعة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


عارف الإحساس ده ؟؟؟


أنا عارفه بقى .................



Wednesday, September 10, 2008

عـــــــــــــــاوز شقـــــــــــــــة

القصة دي شاركت بيها في مسابقة على أحد المنتديات الطلابية ... النتيجة لسه مظهرتش حتى لحظة كتابة الموضوع في المدونة

المهم إنها تبسطكو ... وتفكركو أيام ما كنتو عاوزين شقة ... مع إني أعتقد .... إنكو لسه عاوزين

---------------------------------

عـــــــــــــــاوز شقـــــــــــــــة



وقفت أعدل من هندامي مبتلعاً ريقي بصعوبة وأنا أتطلع إلى هذا الباب أمامي والذي يحمل لوحة ضخمة تبدو ذات ثمن باهظ من فحوى عبارتها "قسم الوحدات السكنية بجهاز المدينة" , ابتلعت ما تبقى من ريقي بصعوبة أكبر وأنا أجزم أن بحيرات فيكتوريا كلها لن ترطب فمي الجاف من التوتر .... طرقت على الباب بهدوء ممزوج بالتردد .... ثم انتظرت ... ولكن لا رد !!


طرقت مرة أخرى بصوت أعلى .... لا رد .... رفعت صوت الطرقات قليلا لأفاجأ بسرينة إسعاف :

- ما قلنا خش يا عم الحاج .... انتو طرش ولا إيه ؟؟؟؟

تراجعت في خوف وأنا أستعد لأطلق ساقي لرياح الخماسين لولا أن عبر بمخيلتي طيف خطيبتي وأهلي ومستقبلي و الشرف والواجب والأمانة و ..... حسناً, لا بد من المحاولة .... نفس عميق آخر ثم دلفت إلى الداخل ...



لمحت في سرعة ثلاثة مكاتب ... على أولها جلست امرأة في أواخر الثلاثينات أو الخمسينات - حسنا أنت تعلم كيف هو من الصعب تخمين سن امرآة على وجه الأرض – ممسكة بموبايل وهي ترغي بسرعة الصوت , وعلى المكتب الثاني الموظف الحكومي المثالي بنظارته الأنيقة ونظرته التي تجمع بين اليأس والغل والسادية وكوب الشاي العروسة إياه , وموجهاً بصره إلى المكتب الثالث متظاهراً بالاستماع إلى ذلك الموظف الشاب الذي يتكلم عن فساد التعليم وضياع الفرصة في الوظائف والحكومة والمعارضة والانتخابات والماتش وسونيا بتاعة الليمون ...



فكرت في جزء من عشرة أجزاء من الثانية بسرعة يحسدني عليها أدهم صبري نفسه , وخمنت أن الموظف الشاب سيكون أكثر تفهما لوضعي ... توجهت نحوه وأنا أرسم ابتسامة الموناليزا وأقول :

- السلام عليكم ... لو سمحت انا كنت بسأل عن الــ ....

قاطعني بإشارة من إصبعه نحو عشماوي ... أقصد الموظف السابق ذكره وهو يردد :

- أي حاجة اسأل الأستاذ عبد المتجلي .... هوه هيفيدك أكتر ...

حاولت استعطافه :

- بس أنا بسأل على موضوع إسكان الشباب اللي ....

قاطعني بصوت هادر :

- يا أستاذ يا محترم قلتلك روح المكتب ده .... ده أهوه اللي هناك ... متحسسنيش إنك هتخبط مشوار لرمسيس ... إنتو هتقرفونا في عيشتنا ليه ؟؟؟

"آه يا بن الإيه ... اومال إيه الحكومة والتعليم والشهادات .... ده أحسن حاجة أبلغ عنك أمن الدولة ييجو يظبطوك "

هتفت بالكلمات في سري في حنق ورمقته بنظرة بغض وكره تكفي لتلويث عيد الحب ثلاث سنوات متتالية ... وتوجهت إلى مكتب الموت ... أقصد مكتب عبد المتجلي بيه ...



رسمة موناليزية أخرى .... مع تحية ظريفة :

- السلام عليكم ... صباح الخير يا جميل ....

- .............................

- كنت قاصد حضرتك في خدمة يا عبد المتجلي بيه

- .........................

- هوه حضرتك سامعني ؟؟؟

- ..........................

- لا حول ولا قوة إلا بالله .... الراجل مات يا جدعان ... مات وهوه بيأدي واجبه الوطني ... مات وهو بيحمل رسالة ... هي دي مصر ... وهما دول رجالة مصر... ولو لم أكن ...

صرخ في الموظف الشاب :

- لو لم اكن إيه ووددت إيه يا عم مصطفى كامل .... فوق بقى وبطل التربتيتة اللي انت بتعملها دي ... بدل والله ما أناديلك الأمن يرميك في العباسية نفسها ...

- بس ... بس ... الراجل بجد مبيردش ... لا يكون حصله حاجة

- حصله إيه بس الله يخرب بيتك ... هوه بس تلاقيه مهنج ...

- مهنج ؟؟ !!!!

- هز كوباية الشاي اللي في إيده وهتلاقيه فاق وبقى معاك زي الحلاوة ...

مددت يدي في توتر كمن هو على وشك نزع فتيل قنبلة نابالم ... وبيد مرتعشة هززت الكوب و ....

فجأة تحرك عبد المتجلي والتقط القلم ثم نظر إلى عيني مباشرة و .... :

- حيوان معندوش دم وبينام بالنهار بيتكون من أربع حروف ...

- نعم ؟؟؟؟

- قصدك نعامة .... بس ده طائر مش حيوان ...

لمحت الجريدة والكلمات المتقاطعة فأدركت كل شئ .... ضغطت على أعصابي بجزمة فولاذ وقلت :

- لو سمحت يا أستاذ عبد المتجلي ... تسمحلي أقطع وقت سعادتك الثمين .... وأستأذنك في كام سؤال ؟؟؟

- يووووووووه .... هوه احنا مش هنرتاح خالص في الشغلانة الهباب دب ؟؟؟

- معلش يافندم ... كلك ذوق وأنتكة .... استحملونا ... شباب صغير بأه ...

- شباب صغير ؟؟؟ .... طب قول يا عم الكتكوت .... عايز إيه ؟؟؟

- كنت بسأل يعني على وحدات الإسكان للشباب ....

- ثواني يا محترم ... أبصلك في الدفاتر إيه "المتواجد"

بينما يبحث الأسطى في عدته ... أقصد الموظف في دفاتره ... استرقت نظري إلى موظفة المكتب الأول .... ما شاء الله ... لسه بتتكلم ... أمنية حياتي أن أعرف من أين يأتون بهذا الكم من المواضيع ؟؟؟

قطع أستاذ عبد المتجلي أفكاري وهو يقول :

- للأسف يافندي .... مفيش

رددت ببلاهة :

- مفيش إيه بالضبط ؟؟

- مفيش عيش ... مفيش بنص جنيه فول ........ أكيد بقولك مفيش شقق ... خلاص ... بح ... فنشنا ...

- ازاي يافندم .... ده أنا لسه قاري الإعلان وبيقول ...

- وحدات سكنية للشباب ..... عارف .... بس خلصت ...



وقفت مسبهلاً وكأن على رأسي طائر العنقاء ذاته .... ولعابي يكاد يتساقط من فمي في بلاهة ... خلصت ازاي ... الإعلان قرأته من يومين فقط .... والحل ؟؟؟ .... والعمل ؟؟؟ ... والـــ ....



- الله يا أستاذ عبد المتجلي .... متفرفش شوية ...

التفت إلى صاحبة الصوت ... كانت الموظفة وقد انتهت من عصر التليفون ومص دماغ من على الطرف الآخر .... وهي تكمل :

- ما تبحبح على الراجل شوية ... دول لسه شباب صغير ... زي تامر ابنك كده ...

وأشارت إلى الموظف الشاب الذي كان يغط في نوم عميق .... "بقى كده ... دول عصابة ومقسمينها بقى"

أكملت شهرذاد ... قصدي الست الموظفة :

- تعالى هنا يابني ... أنا هخلصلك الموضوع ...

تهللت أساريري وأنا اتوجه نحوها في عجلة ... وشلال من الشكر يخرج من فمي :

- ربنا يكرم أصلك ويعمر بيتك ... مش عارف أشكر حضرتك إزاي ... أنا ممتن جدا ... ربنا يكتر من أمثالك ...

- على إيه يابني .... ده شغلنا ...

- يا سلاااااااااام ... وكمان تواضع .... ياريت ستات مصر كلهم زيك .... مكناش هنستورد حنان من بره خالص

- حنان اتجوزت

- ما نا قلت برضه البت دي لازم ترسى وتعقل شوية

- نعم ؟؟؟

- ولا حاجة ... حضرتك قلتي إنك ممكن تخلصيلي الموضوع ...

- أيوه .... في كام شقة كده بيبقوا هنا ولا هنا ...هشوفلك واحدة

- ياما انت كريم يا رب

انكبت على حاسبها لتقوم بالبحث وأنا اطرق على المكتب في توتر وأنقل بصري بين عبد المتجلي "اللي شكله هنج تاني" وبين تامر تيتو ننوس عين أمه والريالة تنزلق من فمه مغرقة سطح مكتبه ...

- لقيتها ....

التفت في سرعة :

- بــ .... بجد

- أيوه .... سكن لمحدودي الدخل ...

- كمان ... يعني أسعار لذيذة ...

- المساحة 62 م مربع

- مش مهم ... أهي أي حاجة على ما تفرج

- المقدم 50 ألف جنيه ....

- إيه ؟

- القسط 850 جنيه شهرياً ...

- إيييههه؟؟

- بزيادة 30% كل شهر .....

- إييييييييييييييييههههههههههه ....

لم أنتبه كيف كانت الـ "إيه" الأخيرة عالية إلا بعد أن وجدت رسالة على موبايلي من أختي في فرنسا "بتطمن عليا عشان سمعتني بزعق" ...

تمالكت ما تبقى من بقايا أعصابي المحترقة وأنا أقول :

- إيه الأرقام الخرافية دي ؟؟ واسمها لمحدودي الدخل ؟؟ ... دي لحرامية الدخل ...

- هي دي الأسعار اللي موجودة ...

- طيب مفيش حاجة تانية يا .....

- عفت

- يا مدام عفت

فجأة ... تجمدت أصابعها على الكيبورد ... ونظرت إلى بعينين محشرجتين ... وصرخت ..:

- مدام إيه جاك ستين مو في عيشتك .... أنا مادموزيل يا محترم ...

- بس النوع ده خلص من السوق من زمان ...

- نعم ؟؟؟؟

- لا .... قصدي ... أنا آسف ... معلش .... حقك على دماغي من فوق يا آنسة ...

- عالم بجحة ...

رددت في سري " عيشي على قفايا ... تلاقيكي راسمة على البوي فريند بتاعك"



عادت الأستاذة تبحث من جديد .... وراحت تمرر أصابعها ببطء شديد كمن لا يزال يتعلم النقش على جدران المعابد ... ثم التفت إلي :

- للأسف مفيش حاجة تانية ... هوه ده كل اللي موجود ...

اجتمعت كل ملامح الحزن والكآبة كما صورها فيلم البؤساء على وجهي وأنا أكلم نفسي :

- طيب أعمل إيه دلوقتي ... أفسخ الخطوبة ولا أدور على تلات شغلانات بعد الظهر ولا أنفض لأم الجواز ....

- هوه ....... احتمال في حل ...

انتفضت بسرعة وأنا أمسح عماص الحزن من عيني وأردد :

- بجد بجد يا مدا ....

نظرة متوعدة من عينيها أرجعتني إلى صوابي ....

- قصدي ..... يا مادموزيل آنسات جميلة جميلات الجيارة ؟؟؟ بجد ؟؟؟

انتشت بهذا التعبير الفلسفي المجرد وردت :

- أيوه .... في شقة 92 م

- جميل ... بس دي أكيد هتبقــ ....

- ومقدم 25 ألف

رددت في شك :

- والقسط ؟؟؟

- حاجة عبيطة .... 180 جنيه بدون زيادة ...

كدت أقفز من مقعدي لألتصق في السقف كسبايدر مان .... ووضعت يدي على قلبي لأجده يسابق أحد فهود شيتا في أحراش أفريقيا ... وتكلمت وأنا غير مصدق ...

- بجد؟ .... بجد بجد؟؟ .... ولا .... بجد ؟؟؟

- أيوه بجد (مع ابتسامة أموية لطيفة)

- يا الله .... يابركة دعاكي يا حاجة ....

- بس ....

تلاشت ابتسامتي .... وتنحت عيناي .... وبدأ خدي في إصدار حركات عصبية ....

- احم .... بس .... إيه؟

مالت ناحيتي كمن سيهمس لي بسر اغتيال كينيدي ... وقالت :

- انت عارف يعني .... لازم تراضي الناس

- ناس مين ؟؟؟

- ما هو أنا مش هعرف أجيبلك حاجة لقطة كده إلا لما أأكل الناس اللي حواليا

- آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .... ماشي ماشي .... طيب إيه المطلوب ؟؟؟

- يعني .... عشرين لكل واحد ...

- ومعاكو البرطة اللي ملوش لزمة اللي اسمه توتي ده ؟؟؟

- أيوه طبعا ... عشان يغطي معانا ...

زفرت في قرف ... ومددت يدي في جيبي وأخرجت ستين جنيها ووضعتها أمامها وأنا اقول :

- حلال عليكو ....

تراجعت عفة فجأة وهي تنظر إلى في دهشة ... ثم "رقعت" ضحكة من ضحكات الستات إياها :

- إيه ده يا أستاذ ...

- الله ... الستين جنيه اللي حضرتك قلتي عليهم

- ستين جنيه إيه ؟؟؟ .... أنا قصدي عشرين ألف لكل واحد

- ......................

- يعني ستين ألف جنيه ....

- .................



نظرت مسبهلا .... مسبهلاً فعلاً .... وأحسست كأنما كلمة Game Over تلوح أمامي على الشاشة ... وبدأ فكي في السقوط ...

- في إيه يا أستاذ ... ؟؟؟

قمت من مكاني ...

- يا أستاذ ....

توجهت ناحية مكتب عبد المتجلي أفندي وصوت عفت يردد :

- إنت يا محترم ... أنا مش بكلمك ...



هززت كوب الشاي الخاص بأستاذ عبد المتجلي .... فلمعت عيناه وبدأ بالاستجابة ... فبادرته :

- حضرتك بتسأل عن حيوان معندوش دم وبينام بالنهار بيتكون من أربع حروف ؟؟؟

رد في سعادة :

- أنت عرفته ولا إيه ؟؟؟

- أيوه ..... موظف ...


( مع كامل احترامي واعتذاري للموظفين الشرفاء )


Monday, April 21, 2008

من ملفات أمننا القومي, للي عنده أمن قومي

المكان : المقر السري لجميع الأبطال السريين الذين يعملون في سرية تامة (هتلاقي إعلان عن المقر في القناة التانية)

الزمان : أواخر "القرن" العشرين وبدايات "القرن" الحادي والعشرين بتوقيت عزية "أبو قرن"

الحدث : تهديد جديد للبشرية ... برعي بتنجانة يهدد بتفجير سلطانية مسقعة وسط ميدان رمسيس سابقا (الفاضي حاليا)

---------------------------------------

كان المقر كله يعج بالنشاط والتوتر في نفس الوقت , بسبب تهديدات سيد بتنجانة أحد الهاربين من "مستشفى العباسية لعلاج المهلبية"

وهناك أمام لوحة عملاقة تحمل خريطة مصر - وقد تراصت عليها العديد من النقاط الحمراء والخضراء والصفراء في نظام يشبه خط قمل في شعر واحدة قرعة - وقف شخص ضخم الجثة عريض المنكبين .. من الآخر كده "فتوة ابن بلد" يرمق الخريطة في صمت أشبه بقبور السيدة عائشة الساعة تلاتة بليل ...

فجأة .... رن الهاتف الذي يجاوره ... فضربه بكف يده في براعة ... لتطير السماعة ناحيته فيمد يده ليلتقطها و .............


طااااااااااااااخ ...

أصابت السماعة رأسه الضخمة في الصميم لتنطلق من فمه كلمات كالشلال :

- آه يا بنت حمير مصر كلهم في package واحدة ... ده أنا ممكن أعصر رقبة أمك وأوديكي في ستين داهيـــــ ............

- إيه يا فهلوي الألفاظ السكر ديه ... انت تقصد مين ياض انت ؟؟؟

أجفل فهلوي فجأة حين سمع ذلك الصوت الأنثوي ووجد فمه ملاصقا للسماعة بينما تنطلق ألفاظه كصواريخ لا تعرف هدفها ....

أمسك السماعة بسرعة وهو يقول في توتو :

- لا مؤاخذة يا معلمة سونيا ... أنا كنت بكلم السماعة ...

سونيا : سماعة ؟؟؟ .... سماعة إيه يا راجل يا سماعة ....... نهايته يا عم الأهتم ... إيه آخر التطورات ؟؟؟

فهلوي : مشاكل يا ريسة ... مشاكل ... حاولت أكلم الرجالة زي ما قلتيلي

- وإيه اللي حصل ؟؟

- الواد باتمان بيقول ميقدرش يخرج غير بليل عشان ظروف نظره ... وعم بانيشر بيصفي 3 عصابات مافيا في بوركينا فاسو

- والواد سبايدر زفت

- سبايدر مان مسكته شركة مكافحة حشرات ... ومش عايزين يصدقوا غنه بني آدم لابس عنكبوت ... عايزين ورقة عليها ختم النسر عشان يسيبوه

- ستين ختم على دماغ اللي خلفتهم ... أنا هوريهم بعد ما نخلص ... طب وفانتاستيك فور ؟؟

- الراجل الطويل أبو تيلة بيقول مش هيقدر يسيب المخفية عشان هي حامل ... والواد المولع جاله برد فمبيطلعش نار ... أم عمنا الحجر جاتله ليونة في العظام

سونيا : بلوة إيه دي يا ربي ... اومال الصعاليك دول بياخدوا فلوس على إيه من الحكومة ؟؟؟

فهلوي : طب والحل يا معلمة ؟؟

- أووووووووف ... مفيش قصادنا حل غيره

- انتي متأكدة ... ده مرة خلى النيل كله ملوخية ومرة تانية عمل برج القاهرة إيريال تلفزيون ...... ده غير إنه آخر مرة كان هيفرقع السد العالي وهوه بيسلك المجاري

- ماهو مفيش حل تاني ... اتصل بيه على موبايله خلينا نخلص ... أوكي ؟

- أوكي يا معلمة ... ممكن .... ممكن أسألك سؤال ؟؟

- قول يله خلينا نخلص ...

- أخبار أدهم البوي فريند بتاعك إيه ... مسمعتش حسه من فترة ...

- متفكرنيش ... أصله اتنيل فاق وافتكر إنه مصري ... قمت رزعاه قلم خلاه ينسى ودانه اليمين فين .... وبعدين ده وقت يا منيل ... اخلص واتصل بالواااااااااااد ...

- حاضر حاضر يافندم ... هدي الجمجمة وأنا هجيبه لحد عندك ...


-----------------------------------------------------------

المكان : عربية فول في دار السلام

فرغلي : اخلص يا عم حربي وربك ... خلينا نروح شغلنا

عم حربي : متستنى يا أستاذ ... الله .... عالم عُجلية صحيح

فرغلي : يا عم لا عُجلي ولا حاجة ... بس أنا هيتخصملي لو اتأخرت .. ولو اتخصملي هقعد بقية الشهر بآكل من أم العربية دي

عم حربي : هههههههههههه .... خلاص ... خليك ... أهو هنستفاد من جيبك العفر ... هههههههههههعععععععععع

كاد فرغلي يشمر عن ساعديه ليجعل هذا الـ "عم حربي" يحس بعسر في الهضم وتمزق في شرايين العنق من يديه عندما يخنفه

لكن فجأة ... وجد يدا قوية تربت على كتفيه ...

- هدي أعصابك يا فرغلي بك ... مش عاوزينك تتهور

لمح فرغلي الرجل ذي البدلة السوداء والنظارة السوداء والتي تحمل شعارا أسود مكتوب عليه بالأسود م.س.ج.أ.س.ذ.ي.ف.س.ت وتحتها بلون أسود برضه بس بفونت كبير شوية (المقر السري لجميع الأبطال السريين الذين يعملون في سرية تامة)

أخذ منه الراجل اللي كله أسود في أسود النص جنيه اللي كان في إيده ومد يده إلى عم حربي وقال له : هاتله بنص جنيه فول يا عم حربي عشان مجبلكش الصحة تقفلك الليلة دي

ازدرد عم حربي ريقه كمن وقفت في حلقه بطيخة قرعة ... ثم ناوله الفول بيد مرتعشة .. وفرغلي يتابعه وهو يردد "آه يا راجل يا ناقص ... متجيش غير بالعين الكاروهات "

ناوله الرجل كيس الفول المزيت وهو يقول : ياريت تشرفنا شوية يا أستاذ فرغلي

ردد فرغلي باستسلام :" حاضر يا سيدي ... بس ... هوه كان لازم يعني تاخد النص جنيه ؟؟؟ "


-------------------------------------------------------------

المكان : رجعنا المقر تاني

جلس فرغلي على كرسي أمام شاشة كبيرة تحمل صورة المعلمة سونيا وهي تردد :

-أستاذ فرغلي ... ويلكم باك

- أهو انتي ... ومش عايز غلط بعد إذنك

- طيب طيب يا عم الدهل ... المهم ... عايزينك في مهمة

- خير ؟؟؟ .... مش انتو كنتو رفدتوني وشيلتوا التأمينات الاجتماعية مني ... عايزيني ليه دلوقتي ...

- معلش ... وقت العوزة , تحلى الموزة ....

- مش فاهم !!!!!!!!!!!!!!!!!

- وانت من امتى بتفهم ... نهايته ... هنرجعك تاني ... بس عايزينك في قضية برعي بتنجانة

- بخصوص سلطانية المسقعة ؟؟

- أيوه ... مش عايزينه يفجرها ...

- ليه ؟؟؟ ... ده الشعب هياكل ويتبسط ...

- ياكل ؟؟؟ .... يتبسط ؟؟؟ .... انت اتجننت يا راجل انت ... ناقص تقولي ... ويفكر !!!!!!!

- وإيه المشكلة ...

- المشكلة يا روح طنط إنه لو فكر ... الميغة والفل اللي احنا فيه هيطير في الهوا شاشي ...

- طيب طيب .... المهم تميغيني معاكو وتبعيديني عن عم حربي اللي كفَّر سيئاتي ...

- طيب .... عايزينك تزنق برعي بتجانة .... وتخلصنا منه ... وبعدها, هتعيش في عزبة العز طوووووووووووول عمرك ...

-----------------------------------------------

المكان : ميدان رمسيس سابقا (الفاضي ابن الفاضي حاليا)

الحدث : برعي بتنجانة يهدد بتفجير السلطانية إياها وعناصر الأمن تحاصر المكان ومن ورائها الشعب يهتف بحياة برعي وبطولته

برعي في المايك : لازم الحكومة تستجيب للمطالب ... وإلا هفجر السلطانية دي للشعب الجعان

وزير الداخلية في المايك التاني : اعقل يا برعي ... وقولنا إيه طلباتك

برعي : رغيف عيش محترم ... مرتب كويس ... شقة يعيش فيها البني آدم ويفضل بني آدم

الشعب : يا بتجانة يا بتنجانة .. احنا معاك وانت معانا

الوزير : طلبك صعب جدا .... ممكن نعملكوا حل مبدئي .... أقراص عيش تصرفوها من الصيدلية ... مع حفظ الحق المادي للسرقة للسادة المسئولين ...

برعي بأسف : مفيش فايدة في أمكو ... أنا هفجر السلطانية

الشعب : فجر فجر فجر ... خلي الشعب يسكر

فجأة .... ينقض أحدهم كالبرق على برعي ... يخطف جهاز التفجير ويلقيه بعيدا ... ثم يخطفه بعيدا عن الأنظار .... راسما ورائه غبارا يحمل حرفه الأول

ف

فرغلي

فرغلي القرني

---------------------------------------------

الصحف الحكومية في اليوم التالي :

"وفاة برعي بتنجانة مسلوقا بعد فشل مخططه الإرهابي "

" تكريم فرغلي القرني لبطولته في التخلص من برعي"

"الشعب سعيد بوفاة برعي ... ويقول : برعي ده راجل وحش ... ربنا يخليلنا الحكومة"

"الشعب يتوجه للرز بلبن كبديل صحي لعيش الجمعية "








تمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت