Tuesday, February 16, 2010

ولسه ... بتستمر !!!ه


متأخر وصحيت

وع الشغل وجريت

دخل المدير وقال

احنا النهاردة مبيت

-----------

طحنا بعضينا

وسهرنا على عنينا

لازم نلحق نسلم

قبل رحلة مارينا

------------

الشغل وخلصناه

والجهاز وقفلناه

لقينا ناس بيقولوا

احنا اللي عملناه

-----------

ع المدير ورحنا طالعين

قلناله احنا متضايقين

نسهر وتطلع عينينا

وغيرنا اللي متقدرين ؟؟؟

------------

قالنا: والله لو عاجب

ده أنا ليكو مش حابب

وما دمنا فيها أهوه

استقالتكو بقت بالواجب

-----------

قاعد في البيت من غير فلوس

والحاجة بتدعي على الوحوش

نصبوا عليك يا ضنايا

يا رب هدي النفوس

----------

بفتح الجورنان

لقيت إعلان

مطلوب في الحال

شباب غلبان

---------

رحت واستحميت

ومن البارفان وحطيت

أخيرا في شغلانة

كنت خلاص استويت

--------

مقابلة وعملتها

والشغلة واستلمتها

حمدت ربنا

وعلى طول بدأتها

---------

متأخر وصحيت

وع الشغل وجريت

دخل المدير وقال

احنا النهاردة مبيت





وتستمر الحكاية


وتستمر


وتستمر




و .................... تستمر ... ه

امتحان ليسانس تهييس



مدرسة شبين الكوم الابتدائية الثانوية المشتركة


امتحان الفصل الدراسي التالت - شعبة تهييس

السؤال الأول والأخير: اختر من بين الأقواص الحاجة الكويسة :

1- أول من اكتشف السجاير (إيسترن كومباني - المعلم عجوة - كشك عم سيد اللي جنب المدرسة - ألفريد نوبل)

2- تقع مصر في (الحفرة - أفروكيا - جزر الفيونكة - بعد الشر عليها هيا وقعت امتى؟ )

3- الجرجير هو نوع من (المنشطات - المنبهات - المفرتكات - المعطيات)

4- اكتشف نيوتن (الكاذبية - الاشتراكية - العلمانية - الملوخية)

5- السكر عبارة عن (عيا وحش - حاجة حلوة - حاجة منملة - أخو الملح لزم)

6- أعلى برج في العالم (برج نافوخي - برج السيدة نفيسة - سلسلة أبراج هريدي المتحدة - برج الحمام)

7- يتوقف التوتر السطحي لسائل على (صعوبة الامتحان - حالته النفسية - مزاجه الخاص - جمودية أعصابه )

8- حاصل ضرب متوالية عددية لخمسة أرقام زوجية هو (غرامة - سجن المؤبد - إعدام - احنا نروح القسم أحسن)

9- أول من فاز بالماراثون كان (حرامي - نصاب - موظف - واحد متجوز)

10- أشهر لغة على وجه الأرض هي (السيريلانكية - الفزدقية - الصعيدية - لغة الشوارع)

--------------------------------------

شروط الامتحان :
- تترك الورقة كاملة بيضاء, كل من تسول له نفسه إنه يكتب ولو حرف واحد, هيعيد السنة.
- يمكنك الغش إذااستطعت أن ترضي المراقب, تيب: غالبا سيجارة ستفي بالموضوع.
- يمنع منعا باتا الحل الأمين, واللي هيتعرف إنه مذاكر, هيتفصل من المدرسة.

مع تمنياتنا لكم بدوام الضياع


البلد محتجاك دلوقتي



دي تهييسة كتبتها من فترة

بس بما أنها تحتوي على شوية كلمات إنجليزي .... وبالتالي مش هتظبط هنا في المدونة

فممكن تقراها على اللينك ده



هاو تو إييت مانجا ؟

ذا آرت أوف إيتينج مانجا

---------------



المقادير :

مانجاية مكلبظة مبقلظة - سكينة صغنطوطة حامية - معلقة - طبق لارج - مفرش - مناديل

الطريقة :

أولاً : شباب الهاي لايف فايف ستيبس :

- قشر القشر بالسكينة

- فضي اللحم في الطبق

- ارمي البذرة

- استخدم المعلقة لأكل اللحم

- استخدم المنديل لمسح بواقي المانجا من على فمك

ثانياً : طريقتنا احنا بقى :

- امسك المانجاية المبقلظة وبصلها في عينيها - هتلاقيها تحت شوية على اليمين وفي منهم أعور - واديها قصيدة حب

- المانجاية هتدوب في إيدك وتبقى سوبيا

- امسك السكينة ... واديها غزة في كرشها ... هتلاقي الخير بيبظ منها

- قرب الطبق تحت فمك المبجل ليتلقى ما سيتساقط من الخطوة التالية

- اهجم على المانجاية بأسنانك ناصعة البياض وهاتك يا فرتكة لحد ما تجيب أجلها

- مصمص البذرة ... وممكن تشيلها تبقى تلعب بيها صلح في الحارة

- الهط ما سقط من فمك إلى الطبق ... واوعى تنساهم عشان همه دول البهاريز

- ارمي المفرش والمناديل في الطبق ... مش هتستعمل منهم حاجة عشان المفروض إن مفيش حاجة أساسا تتمسح أو تقع منك

- خدلك منجاية تانية وتابع الخطوات اعلاه من جديد



كل مانجو وأنت سو نايس




ملطمة الهلال والنجمة




عايز تلطم ومش عارف ؟؟؟

نفسك تقعد تصوت ومفكش نفس ؟؟؟

دماغك هتطق ونفسك تخبطها في أقرب عمود خرسانة ؟؟

--------------

إليك الحل المثالي ... ملطمة الهلال والنجمة

أجدع ملطمة في شرق الغربية وجنوب الاسكندرية وحواري الدقهلية

ملطمة متعددة الاستخدامات والأغراض

الملطمة ... اللي بتلطم بتلطم بتلطم، لحد ما يبانلك صحاب

----------------

مع ملطمة الهلال والنجمة ... متشيلش هم اللطم

احنا هنلطملك لما تقول يا بس ... ومن غير ما ترفع إيدك نص سنتي حتى

الملطمة مش بتلطم بس ... دي بتخنق في روحك وبتخبط الدماغ ... ولو الموضوع طول عليك ممكن تعملك عملية إنتحار شيك من الغالي

ملطمتنا ... هي الملطمة الوحيدة الحاصلة على أيزو "فكك مني" ... وجائزة "ياخانقني" الدولية التقديرية

كووووووووول ده بـ 99 جنيه فضة ونص جنيه ورق

-----------------

مع ملطمة الهلال والنجمة ... الصويت عليك، واللطم علينا



هناك ... على مقعد الحديقة


هناك ... على مقعد الحديقة



يوم مشرق جميل ، في تلك الحديقة بوسط المدينة، حيث زقزقة العصافير وحفيف الأشجار مع نسيم الصباح، كل ذلك يعزز شعورا داخليا بالسعادة والرضا ... هناك، جلس الرجل على المقعد كعادته كل صباح مطالعا جريدته اليومية

وبينما هو في استغراقه أحس بضيف آخر يجلس بجانبه ، لم يلتفت وعاد إلى التركيز في جريدته ... مرت لحظات من الهدوء يتخللها صوت العصافير وحفيف الأشجار وهو يغرق أكثر في مقالات الصحيفة ... ثم ...

- يوم جميل ... أليس كذلك ؟؟

انتبه فجأة إلى أن هذا الصوت يصدر من جاره في الكرسي، لم يرفع رأسه، فقد اعتاد على مثل تلك الكائنات الحشرية التي تحاول فتح أي باب للحوار ... اكتفى بالإيماء بوجهه بإيجاب ثم غرق من جديد في بحر كلماته

- يبدو أن مقالات اليوم مثيرة نوعا ما

نفخ هواءا وهميا في ضيق ... ثم حرك رأسه إيجابا من جديد ... وعاد إلى ..

- يقولون أن العالم على شفا حرب عالمية جديدة ... ياله من عالم مسكين

سكت ولم يرد ... بينما الغريب يتابع

- هل تتصور أنهم يظنون أنهم يملكون مقادير العالم ... من هم حتى يحددوا ما هو الأصلح للآخرين

بدأ يحس فعلا بالضيق

- لا يستطيعون إدراك كم يكون العالم جميلا عندما تستمتع به في حديقة ما صباحا مع بعض الطيور المغردة هنا وهناك

أعصابه بدأت في التفكك إلى قطعٍ من الأسباجيتي

- هل يظنون أن العالم يحتاج إلى حرب أخرى تحجب هذا الجمال الرباني ؟؟

عينه بدأت في إصدار حركات عصبية

- أخبرني يا أستاذ ... هل تعتقد فعلا أن أدعياء السلام في عالمنا يدركون أي شئ عن الحقائق ؟؟ .. إنها مجرد ترهات لا أكثر

قلبه يدق في عصبية نمر أسود

- إنهم مجرد مجموعة من الفلاسفة

لم ...

- المتكبرين

يعد ...

- المتحذلقين

يحتمل !!!!

فجأة ... انفجر صاحب الجريدة في غضب رافعا عينيه إلى جاره في عصبية صائحا :

- ألا ترى أني منشغل بجريدتي أيها الثرثار ؟؟؟ ... هل أنت أعمى ؟؟

التفت إليه الرجل بنظارة شمسية عريضة ... ثم ابتسم ابتسامة واهنة مرددا :

- في الحقيقة ... نعم

ثم قام مستندا على عصاه، متلمسا بها طريق سيره، بينما خطواته بطيئة قلقة ....

هنا ... أدرك قارئ الجريدة ماذا كان يقصد الرجل بروعة الحديقة وزقزقة العصافير وجمال الكون الرباني

فلا يدرك هذه الحقائق إلا رجل حُرم هذه النعمة ... رجل أعمى






طلعة مواعين ع السريع

طلعة مواعين ... ع السريع


عدت من صلاة الفجر منتعشا، ومليئا بالحيوية والنشاط الـ "مشعللان" ... فرغم برودة الجو التي تدفعك للارتعاش كـ "فايبريشن" موبايل، ورغم أنك قمت من "أحلاها نومة"، ورغم أن أنفك تكاد تتجمد لتتحول إلى قطعة بوفتيك مثلجة ... إلا أن شعورك أنك صليت الفجر يمنحك هذا الإحساس الأسطوري برضا الضمير ...
طبعا ... هذا لا يمنع ان هناك عوامل أخرى "تفرفشني" ... ومنها أكلة ليلة الأمس الرائعة، حيث عدت متأخرا وقتها لأجد زوجتي قد أعدت تلك السفرة التي يبدأ اولها في "زيمبابوي" وتنتهي في "جزر المالديف"، مارةً بغابات "مدغشقر" في السكة، وقد حفلت وازدحمت بما لذ وطاب من أطباق "تبظ" بخيراتها ... طبعا قمت بارتداء المايوه المخصص لهذه الحالات، و"هاتك ياغطس" حتى قضيت على الأخضر واليابس وما بينهما من ألوان الطيف ...


مممم ... لعقت شفتاي الباردتين في تلذذ وأنا أدلف إلى شقتي الدافئة مستعيدا تلك الذكرى الشهية، وأحسست ببعض الرشح الخفيف الذي ينذر بنزلة برد شتوية من "التقيلة" ... دخلت غرفة النوم، ألقيت نظرة على ذات الجمال النائم والتي يبدو على وجهها إرهاق عميق، رأيته واضحا وهي توقظني فجرا قبل أن تصلي ثم تخلد للنوم من تعب تجهيز ملحمة البارحة ...
طالعتها في هدوء ... يا سلام، حتى في نومها وتعبها، تشعر بروحها المرحة الحبيبة، وتحس كما لو كانت تأسر قلبك بين يديها الحانيتين، ثم تلثمه في رفق، قبل أن تعيده مكانه، ونبضاته تكاد تنفجر آملة عدم مغادرة يديها الدافئتين ... بجد، البنت دي جدعة وبنت بلد
قررت الدخول إلى المطبخ للاطمئنان على الأولاد ... احم ... أقصد بواقي المأدبة التاريخية، فما تزال معدتي تحن إلى لقمة أو اثنتين من بقايا المعركة في اليوم السابق، هذا رغم ان معدتي كانت تئن ألما من ثقل الطعام، لكنها في نفس الوقت "بتحن طحن" لطبق آخر من المكرونة البشاميل ... حتة صغيرة بس


دخلت المطبخ، وأشعلت النور ... و ياللهول ! ... فوجئت بهذا الكم من الأطباق والحلل والملاعق والسيوف والدروع والدبابات واستراحات الجنود ومعسكرات الأعداء وبدلات العساكر و ... ، يبدو أنها كانت حربا "بجد وجداني" ...
وقفت مكاني للحظة، ثم اتجهت إلى حوض المطبخ في حذر متخيلا أن يخرج لي تنين بحري من وسط الأطباق يدعى "وحش لوخ مواعينكو"، ثم يهبرني هبرة متوحشة انتقاما للأطباق شهيدة مائدة الأمس ... طالعت حوضي المسكين في فحص وهو يكاد ينشق إلى نصفين كرغيف فينو بايت وناشف ... وتلك الكتل من بواقي الصلصات والمرق تقطر من مكان أو آخر، بينما الحنفية ترسل نقطة صغيرة كل فترة على صحن شبه فارغ محدثة ... "تك" ..


------------------------------------------



ابتلعت ريقي وأنا أتصور زوجتي الحنون الرقيقة، ذات الكفين الناعمين كحرير الهند، وهي تضع يديها في المواعين محاولة التخلص من تلك التلال الطبقية الملاعقية الحللية المبللة ... ياللهول ... يالصبر هؤلاء النسوة، يقمن بكل الأعمال المنزلية التي يجتمع فيها الملل بالعمل الشاق بالإرهاق مع "حبة عفرة" ليجعلها تشد في شعرها كالمجاذيب ... لكنها مع ذلك تحاول التخلص من كل ذلك لتجعل الحياة لطيفة ... أقول تحاول، لأنه في الغالب لا تستطيع تلك المرأة الكادحة القيام بكل هذا العمل ثم التخلص من رائحة البصل وأخذ دش سريع وتسريح شعرها لتبدو كسندريلا "وقعت" من إحدى القصص الخيالية، قبل أن يصل زوجها ... ومع ذلك فهو يدخل البيت كضابط عسكري برتبة لواء ونسر تعذيب، ليلاحظ كل صغيرة وكبيرة و"يقلبها نكد" ... يالنا من صنف "ميملاش عينه غير الرملة بالحصى" على رأي والدتي العزيزة ...


وهذه فعلا حقيقة لا ينكرها كلانا، لأني بالتأكيد أحسست بالأسى من أجل زوجتي بشدة، ومع ذلك فقد قررت الانسحاب للنوم ! ... هذه المواعين بالتأكيد مشكلتها وليست مشكلتي .. أنا راجل شقيان، أجري على لقمة العيش صباحا بينما أترك لها أحوال البيت و "مواعينه" ... هذه قسمة عادلة وتشعرني بالرضا ...


لكن ما إن وصلت إلى باب المطبخ، حتى استيقظ هذا الضمير اللعين الميت منذ سنين ... التفت إلى أكوام المواعين ببطء، وفكرت في هذا الجو البارد، وأصابع قدمي التي "تقب" من "الشبشب" تكاد تتحول إلى أصابع كفتة مجمدة، وضميري يأمرني بأن أحل محل زوجتي كـ "غسّال مواعين" ... دلكت يداي في شعور فجائي بالبرد وأنا أتخيل ملمس الماء الذي سيصبح كسكين "تلمة" في هذا الجو الزمهريري، وخصوصا أن أعراض البرد تلك تدفعني للقلق من أن أصاب بإعياء يجعلني طريح الفراش ... خلاص بقى، هي تبقى تتصرف يا عم!!... هممت بالطيران على السرير، لكن صوت ضميري "المنيل بستين نيلة" ردد : دي عملتلك الأكل مخصوص يا جدع، خلي عندك دم !


"خلاص خلاص ... حل عن نافوخي" ... رددت الكلمات في غضب، ونفثت أنفاساً تنينية طازة في قرف، ثم توجهت إلى الحوض ... حسنا، لا بد لأحدهم أن يفعلها ... والآن، وإلا فلا للأبد ...





لكن هذا بالتأكيد يحتاج لبعض التحضير النافوخي ... لذا، وضعت البراد على البوتوجاز وأشعلته ... تناولت كوبا أتقذته بصعوبة وسط هذه الأكوام القذرة، بعض السكر مع فتلة شاي أخضر، وها قد أصبحت "العدة" جاهزة ...
تركت البراد ليغلي وتوجهت إلى حوض المطبخ المبجل، مشمرا عن ساعديّ المليئان بالعضلات لدرجة تجعلهما أشبه بعودي كبريت "عاملين ريجيم" ... ثم سميت، فتحت الماء لينهمر كرصاص مجمد لسه خارج من الفريزر، ودفست يداي وسط هذا المستنقع الموحش من الأطباق، لتبدءا في التجمد، وليبدأ عهد جديد من المذابح المواعينية ...


------------------------------------------


بدأت أستخرج الملاعق أولاً، سهلة الحمل، ويمكن غسلها بالجملة ... صدقني، ابدأ بها لأنها ستعطيك إحساسا زائفا "إنك بتنجز" (هذا على افتراض أن ضميرك السوسة قام بوزك كما فعل معي)، طبعا لا تلتفت إلى تلك النتوءات البارزة أو التجريحات الموجودة في الملاعق، لاحظ أنك -وغالباً معك الأولاد- تمتلكون قدرة افتراسية رهيبة يحسدكم عليها الأسد "سيمبا" بذاته، ومن الطبيعي أن أسنانكم الصلبة التي تعودت على أكل الفول الخرساني، قادرة على قرمشة تلك الملاعق في "بق واحد ... أهم شئ ألا تترك عددا منها على المائدة قبل تحضير الطعام، قد يقوم أحد أولادك المفاجيع بتناول أحدها و "قرقشتها" لتسلية الوقت حتى يأتي الطعام ... نرجع للمواعين، الآن، خش على الأطباق المسطحة، لذيذة كده والليفة بتتمشى فيها رايح جاي ... بعدين خش على الأطباق العادية والسكاكين والكوبايات والـ ... صوت البراد ... تذكرت الآن "إني معملتش دماغ" ..


اتجهت إلى البراد بعد أن "قطعت الميه في بعض"، ثم صببتها على مقادير كوبي العزيز، وقمت بالتقليب ، أخيرا أستطيع رد الدفء في نفسي قليلا ... كانت يداي مبللتان، وجسمي مرهق يسمح بتلقي تيارات الهواء الباردة ليرتجف جسدي في رجفة أو اثنتين، وأرنبة أنفي قد نبت عليها بعض الثلج دليلا على بدء مشروع رجل ثلجي ... ارتجفت رجفة سريعة، ثم تناولت ذلك الكوب الساخن بين راحتي يديّ باعثا دفئه في شرايينهما المجمدة، ثم رفعته ورشفت رشفة، ليبدأ مفعول الشاي الأخضر السحري بدفئه يتغلغل إلى أعماقي، باعثاً بدفء محبب تدريجي على كل جزء يمر به لينتشر بعدها في تلك الخلايا التي اعتقدَت لوهلة أن صاحبها قد مات فبدأت تعد حقائب السفر لتغادرها من مطار ر"رحي" الدولي، لكني على يقين أنها تراجعت عن رأيها بعدما أصابتها لفحات السائل السحري، فعادت إلى مكانها مكملة عملها "كأجدعها شغالة" ...


توالت الرشفات وتوالى عودة الخلايا إلى عملها من جديد، ثم توقفت قليلا مخرجا تنهيدةً تحمل نفساً حاراً منتعشاً، مطالعا تلك الأطباق النظيفة التي أنجزتها والتي تبدو تحت ناظريَّ قطعاً من المرمر الساحر، بينما بريقها يعطي إحساساً مبهجاً بالنظافة، جعلني أهتف في نفسي برضا:
- عليا الطلبات يابني انت معلم ... هوه ده الشغل اللي على ميه بيضه ولا بلاش ...


وضعت الكوب جانباً وقد ملئتني الحماسة من جديد، فتناولت تلك الليفة "المرغية" وعدت إلى تلك الأطباق المتناثرة ... أخذت أمسح وأغسل وأرص ما ينتهي، حتى أتيت على الأطباق كلها ... تنهدت في راحة، رشفت رشفة أخرى (طبعاً من الشاي الأخضر لا من المواعين)، ثم اتجهت إلى الكابوس الأزلي الذي تعاني منه كل ست بيت، "الحلل المدهننة" ... أعلم يقينا أن زوجتي تسرف أحيانا في الزيت والسمن، لكني لم ادرك حقيقة ذلك إلى في تلك المرحلة المواعينية، هذا غير أن مهارات زوجتي في الطبخ لم تمنعها من حرق بعض الطعام في القاع، بما تحتويه من بقايا "لازقة" في قاع الحلة ... في الحقيقة، لقد كانت الحلل في حالة يرثى لها و "حالتها تصعب ع الكافر" ..


هنا تناولت سلاحاً جديداً من رف الأسلحة البيولوجية، سلك المواعين، ذاك السلاح المحرم دوليا لما يحدثه من تعذيب في أجساد المواطنين الحلليين رغبة في تنظيفهم، ولو علمت منظمة "مواعين بلا حدود" باستخدامي لهـا سـ "ترغي" وتشجب ما أفعله، بل قد يصبح الأمر ("فيري" دنجرس) إذا قامت لجنة بزيارة المطبخ واطلعت على شكوى الحلل ... لذا، قمت بغمر السلك في بعض الصابون "من تحت لتحت" دون أن تنتبه الحلل، ثم ترغيتها بشدة حتى يصعب رؤيتها، و ... هوب، أهجم على الحلة في غفلة لأبدأ دعكها بشدة كما لو كنت أبرد ظفر فيل أفريقي لم يقصه منذ عشر سنوات ... زاد نشاطي وزدت إصرارا على إنهاء تلك المهمة، فأخذت أذرع الحلة جيئة وذهاباً بكلكيعة السلك تلك مزيلا تلك البواقي والدهون ...



بدأت أنفاسي تتسارع، وعضلاتي تتوتر، وجبيني ينزف عرقاً .... حتى انتهيت من هذا الفاصل المعذب لكلانا، الحلل وأنا ... تراجعت في تعب هستيري، بينما أتناول كوبي الدافئ سابقاً، لأجده قد تحول إلى قالب ثلجي من البرد، ألقيته جانبا وأنا أنظر إلى الإنجاز الذي حققته ... بينما خاطري يرسم لي فيلما قصيرا عن وضع زوجتي لو كانت هي التي قامت بهذا العمل، خصوصا تلك المعركة مع الحلل، ومدى التعب الذي يصيبها والجهد الذي يضنيها ... ومع ذلك أعود دائما من العمل لأجدها كبدر مضئ في ظلمة الحياة الرتيبىة التي ...
- إيه ده ؟ ... إن عملت إيه ؟؟


أيقظني هذا الصوت الدافئ من فيلمي العقلي، لألتفت مستعيضا عن هذه الخيالات المجردة، بملئ عينيّ بمنظر حي لهذا القمر الواقف على باب المطبخ موجهاً سؤاله إليّ ...


ابتسمت في إرهاق مطالعاً زوجتي الحنون التي تنظر لي بإشفاق متدثرة بثوبها الفروي الدافئ، ومتخيلة إياي في هذا البرد مبتلا وباذلاً كل هذا المجهود، حتى أني لمحت ارتجافة سريعة في جسدها يدل على احساسها ببرودة مفاجئة مما أنا عليه ... تباً لها تلك الارتجافة، كيف تجرؤ على مجرد المساس بها ... لأمسكنها يوميا (الارتجافة طبعاً) ثم لأقتلنها، ولأعلقنها على بابا الشعرية لتكون عبرة لمن لا يـ "أندرستاند هيز ليميتس" ...
- يا عيني ... انت بجد عملت المواعين في البرد ده ؟؟؟ ... طب ليه كده بس ؟؟


استيقظت من جديد فهمست كالمسحور :
- عشان عيون الجميل ..


ضحكت ضحكتها الصافية التي ردت فيَّ روحاً أقوى من التي فعلها ذاك الشاي الأخضر, هذا أكيد، فأنت لن تتزوج باكو شاي أخضر يوما ما ... وبالتالي لن يضحك تلك الضحكة الساحرة ...


خرجنا من المطبخ لأقوم بتغيير ملابسي والذهاب إلى العمل، بينما أحس أن الرشح يزيد والحرارة ترتفع ... أحسَّت هي بذلك، فلمست جبيني ثم رددت :
- يااااااااااااه ... انت سخن نار ... لازم تريح النهاردة


------------------------------------------


أعلم كم تحب النساء تهويل الأمور، وتجعل من الحبة قبة كما يقولون ... لكني فعلا كنت أشعر بإعياء شديد، خصوصاً مع هذا المجهود السابق ... لذا فقد ساعدتني كلماتها على اتخاذ قرار بـ "قلب" اليوم أجازة، وليذهب العمل إلى ... احم ... "مشوار ويرجع تاني" ...




دخلت أنا غرفة النوم بينما دلفت هي إلى المطبخ، أغلقت موبايلي حتى لا أتعرض لإزعاج زملاء العمل الذين يشعرونك بأن "الشركة خربت وولعت وجالها بواسير" لمجرد أنك تغيبت اليوم، بينما الحقيقة أنك ستذهب لتجلس اليوم كله دون عمل بسبب سوء التنسيق حتى يأتي لك العمل الساعة الخامسة مساءاً، فتعتذر لأن هذا موعد الانصراف ... استلقيت على السرير وتغطيت وأحسنت "استغطاطي" حتى لا تتسرب نسمة هواء واحدة ...



لحظات، ودلفت زوجتي بكوب ليمون ساخن يشع دفئاً وطاقة، وكلي ثقة أن مجرد لمس يديها الحانيتان لليمون أثناء عمله سيمنحه مذاقاً عسليا وتأثيراً دافئاً أكثر من المفترض ... اعتدلت في جلستي وتناولت منها كوب الليمون قائلاً :
- بلاش تدلعيني لحسن آخد ع الدلع ... وساعتها ممكن أعيط وأطلب منك مصاصة بطعم الفراخ البانيه ...



ابتسامة توشك أن تشق السماء روعة، ثم طبعت قبلة على جبيني مرددة بلهجة ساخرة :
- ولا يهمك خالص ... المهم تقوم بالسلامة، عشان تلحق تنشرلنا فمين الغسيل المركونيين ...


حقاً ياللنساء !!!!!! ...ه