Wednesday, January 20, 2016

فقه الأجرة

يتحرك الجميع مخرجين من جيوبهم وحقائبهم ما لذ وطاب من أوراق البنكنوت
بينما أوقعك حظك العاثر على الكرسي "القلاب" الأمامي، حيث تتحرك الأجرة بشكل تلقائي من جنوب الميكروباص إلى المقعد الفردي الذي تحتله
هنا تكمن المشكلة، فلن ينفعك التظاهر بالنعاس أو الانشغال بشاشة هاتفك المضيئة التي ستضع وجهك في هالة ضوء مسرحية تزيد من فرص تحديدك هدفاً للتجمع

الخدعة هنا .. هي أن تترك طعمك يجتذب الآخرين
أن تخرج عملاتك المعدنية أسرع من تدفق تيار النقود
وتشخللها في صوت يغري القابع إلى جوارك - ذا الورقة فئة العشرة جنيهات - بأن يأخذ أجرتك ليحصل على جزء من باقي نقوده قبل أن تتخبط في أيادي الراكبين وتلقيه في مسائلات السائق عنها كل خمس دقائق
ناوله نقودك كأنك تمنحه بركات مولانا المبجل، كمن يضع نفحاته في أيادي الحاضرين لجلسات العارف بالله
ثم تظاهر بالعودة متطلعا من شباك العربة إلى نقطة التلاشي العدمية

إذا مد أحدهم يده بأجرته، أشر إلى محصل الأجرة إلى جوارك، لقد استحق هذا المنصب عن طيب خاطر لقاء عملاتك النفيسة
ولو أصر البعض على إزعاجك عمدا ناقرين على كتفك في سماجة واضحة، تناول النقود وألقها لنفس المحصل مشيحا بوجهك ، مقرا أنك لا تعرف شيئا عنها، واترك صاحب الأجرة يتحدث عن أجرته بصوت يصل إلى الجميع

لا تشغل بالك في التفاصيل
دعهم يتعاركون على بواقي العملات المعدنية
دعهم يتشاجرون مع السائق الذي لا يرغب في السؤال عن "فكة" في البنزينة لأنه يستكبر السؤال

فليسبوا بعضهم
أو ليتقاتلوا
ولو سالت دمائهم على الكراسي الجلدية
لا تهتم
المهم أن تنعم ببضع لحظات راحة من هذا اليوم المزعج
بلا سؤال
ولا مسئولية
ولا وجع دماغ
.

(تعبير "فقه الأجرة" محفوظ لـ "محمد إسماعيل")

في حب ديزني

طق ... طق ... طقطق ... طق ... طق

طرقات الباب لم تكن مرتفعة لحد الإزعاج
لكنها كانت منتظمة بشكل رتيب يثير الأعصاب

طق ... طق ... طق

انتفضت من سريري في غضب الاسبرطيين وأنا ألعن أبواب الدنيا كلها ومن اخترعها
قمت متوجهاً إلى الصالة وأنا أحاول تزبيط شعري قدر المستطاع وإزالة العماص الحجري الذي تكون عبر عشرات الأحلام الكئيبة، قبل أن أفتح الباب في عصبية واضحة
وقفت للحظات محاولا تجميع مجال الرؤية، لأجد نفس الكائن المزعج ذا الأذنين الكبيرتين يقف على الباب، بينما يسألني بابتسامته اللزجة المعروفة وصوته الغريب الذي يليق بفأر :
- ؟معلش يا عمو ... ما شفتش الواد بطوط

نظرت إليه باحتقار يحمل احتقاراً في حد ذاته، ثم صرخت بصوت جهوري :
- بقولك إيه يا عم ميكي ... مش كل شوية تقرف اللي جابوني
قلتلك الزفت البطبوطي ده مش عندي ... فكك مني بقى

تراجع في خضة واضحة وهو يردد : طيب طيب ... ما تزقش بس يا عم

زمجرت في غضب بينما عيناي تتلونان بلون أحمر قابل للنفجار
فما كان منه إلا أن خد ديله في سنانه وطيران على السلم وأنا أتابع صراخي بعيون جاحظة وصوت ملعلع:
- واوعى أشوفك هنا تاني بودانك اللي عامله زي فطيرة التونة دي

أغلقت الباب بشدةٍ جعلته يتردد من الأطراف في موشن بلور اهتزازي شديد
ثم توجهت إلى سريري في قرف محاولا إكمال نومي
وما إن مررت بالحمام، حتى سمعت دندنة مألوفة تتردد في جنباته السيراميكية
دندنة تتميز باللدغة العجيبة، والصوت النشاز

فتحت الباب بسرعة، لأجده مستلقيا في البانيو بمنقاره الذهبي الثرثار
ما إن رآني، حتى كف عن الغناء، والتفت قائلا في سماجة :
- في حد سأل عليا يا بوب ؟
نظرت إليه في خنقة وأنا أردد : ده الواد ميكي ... تقريبا كان عايز البوكسر الأحمر بتاعه
رد عليا مباشرةً : بوكسر أحمر وبترتر ... هعهع .. هعهع ... هعهع
طنشت ألشته الرخمة وضحكته السمجة، وهممت في الخروج مغلقا الباب ورائي
قبل أن ألتفت مرددا :
- وانجز بقى الحمام وحياة البطة مامتك ... بدل ما آجي أعمل عليك شوربة

‫#‏حدث_بالفعل_في_مدينة_البط‬
.

Friday, September 7, 2012

أنا قلبي موشين ديزاين


ملحوظة : غالبا مش هيفهم التهييسة دي غير اللي شغال موشن جرافيك
غير كده ... اقرا على مسئوليتك
:D

-----------------------

رأيتها فـ"رندر" الحب كياني
وانتزع الشوق قلبي واعتراني

نظراتها "راي تريس" كأنما
ه"ريفلكشاناتوها" في المرايا تنادي

ألقيت حبي في أحضانها "هاي بولي"ه
فارتد عليا من كل "إرور" يعاني

يوقفه "نوت إنف سبيسٍ" وتهنيجةٍ
تعلن لي عن قسوةٍ و"كراشي"ه

ما بين ضربة "برشٍ" ومسحها
تتغير "كومبزشوناتها" من حالٍ إلى حالِ

أُتقلب في "ليرات" قلبها
كـ "فريم" من الـ "هيدن" يعاني

وأرسل لها كل "رندرات فارمي"ه
لعلها لـ"سيميليوشن" الدموع تبالي

فيأبى "فيوبرتها" إلا أن يطنشني
كـ"بروجكت" من الـ "كولورز" خالي

أهفو إلى مد جسور مودة
بينما الـ"اكسترود" يرثو حالي

أعود وحيدا إلى "ماي دوكيومنتس"ه
لأغلق بالـ "لووك" على الحسرة بابي

سأعيش وأموت متحجرا
كما "الفريزد أوبجكت" يعاني

ارحمي ذلي ودموع محبتي
و "كوليكت مي هارت" يا غالي

    ------------------

    من ديوان "أنا قلبي موشين ديزاين"ه

Sunday, January 23, 2011

اختفاء حيطة !!ه

اختفاء حيطة !!ه
--------------

لا يزال ينشط على "فيس بوكه" و "تويتره" متنقلا بين الأحداث،
ومشاركا بشراسة ديك خطفوا منه فرخته،
لاعنا خشوع الذل الكاذب "اللي ياما اداه على قفاه" ...

وبينما هو في ذروة نشوة الحرية المباركة، وأحلام الكرامة المشعشعة، ونور النصر التونسي ...
إذا بيد "تقيلة" تخبط على كتفه" التفت ليجد أخاه الأصغر سناً الأكبر حجماً الأوسع حيزاً،
يربت على كتفه، متقمصا دور عساكر الأمن المركزي المستورد، ثم يخاطبه :

- يا بوب، الحاج عايزك جوه
- قولهم مش فاضي عندي حاجات بـ ...

خبطة كتف أخرى، مع تزويد الـ "باور"، جعلته يقطع جملته،
رافعا عينيه إلى حيث عوينات أخيه التي تعكس إضاءة الشاشة مخفيةً عينيه،
ومضيفةً عليها مزيدا من عنصر "مستر إكس" الغامض، لتنفرج شفتاه كعضو مافيا يصدر حكما بالإعدام وهو يردد :

- ما همه عايزينك، عشان الحاجات دي

هنا أدرك صاحبنا المسكين الأمر،
البيه راح فتن، مستمتعا بتقمص دور مخبر البيت، ليصدر والده أمرا باعتقاله، أقصد باستدعاءه ...
فيتحول أخوه إلى سلطة تنفيذية، ويجري متقمصا دور أمين الشرطة أبو دبابير ليستدعيه، فلا يجد مفراً من الطاعة ...
وها هو صاحبنا يقطع الصالة متوجها إلى غرفة نوم والديه، ليقف بين يدي "الحاج صاحب البيت"


- انت يابني بتهبب إيه على الانترنت؟ ... انت عايز تودينا في داهية ؟

صرخ والده بالعبارة بصوت هادر غطى على كاسيت سيارة "أبو حمادة"
الذي يعشق تشغيله على أقصى صوت بأغنية "بحبك يا حمار" او "العنب" أو "الحنطور"
في أوقات الراحة الطبيعية لبقية خلق الله،
ولا يحلو له إيقاف "حنطوره" إلا تحت شباكهم في الدور الأرضي،
لكن الأب يفضل عدم الاحتكاك مع الرجل عشان "أخلاقه وحشة" ...
بينما تابعت الأم على عبارة الحاج مضيفةً :

- أيوه ... وعمال يخش ع الزفت "فاسوك" بتاع المظاهرات ده

نقل الفتى المغلوب على أمره عينين نصف مقفولتين إلا أمه مرددا :
- اسمه "فيس بوك" يا حاجة ... وده مش بتاع مظاهرات، ده بتاع ساندوتشات

عاجله الأب بعبارةٍ هادرةٍ اخرى :
- انت بترد على أمك يا عديم الرباية ؟ ... محدش يعمل كده غيري

رمقته "الحاجة" بنظرة "من تحت لتحت" يعرفها كل زوج مصري، فتدارك الأب نفسه بسرعة محافظا على نفس الوجه الجاد ووقفة الشنب الفرعوني مكملاً :
- ده لما هيه بتعمل حاجة غلط

نظرة أخرى مع تبريقة دموية كادت أن "تبظ" منها عيناها، فأكمل بتوتر :
- وانت عارف إن عمرها ما بتغلط

نظر لها متأكداً أنه "ماشي في السليم" فردت عليه بنظرة رضا من عينة "تسلم يا سبعي"،
ابتسم في راحة، ثم توجه إلى الفتى القابع في حضرته بانتظار الفصل في قضيته ... تنهد في أسى ثم قال :


- يابني احنا خايفين على مصلحتك ... انت مش قد الكلام ده
- كلام إيه يا حاج ؟ ... أنا بمارس حقي الطبيعي
- جاك كسر حُقك ... لو انت راضي لنفسك البهدلة، يرضيك تبهدل أمك واخواتك البنات، وأخوك اللي في ثانوي،
وبنت عمك اللي رايحة الكويت، وأبو حمادة صاحب الحنطور،
وعم حسني أنتيكة يتاع الجرايد، وعشماوي طلبات بتاع الدليفري و ...

- إيييييه ده يا حاج ؟ ... انت هتديني لستة بكل جتة في مصر
- انت فاكر الموضوع هزار ؟ ... دي الناس بتروح ورا الشمس، انت بس اللي مش فاهم

تراجع الأب للحظة، آخذا شهيقا عميقا، يفهمه الابن جيدا، فغطى وجهه في ملل واستسلام، بينما الأب يلقي خطبته :
- تفتكر يابني احنا عشنا لغاية دلوقتي إزاي ...
مش عشان وقفنا وقفة رجال ولا وقفة العيد، لأ، عشان بقينا رجالة في البيوت وبس ...
ربيتك انت واخواتك إزاي ؟ بالبعد عن السياسة ... صح في ظلم واستبداد، بس تعيش معاه إزاي؟ بالمشي ...


نظر إلى ابنه مشيراً إليه ان يكمل، فرد الفتى بلا مبالاة :
- بالمشي جنب الحيطة، وجواها لو استلزم الأمر

ابتسم الأب في نصر "عُرابيّ" وهو يكمل متجها لنافذة غرفته التي تحتضن قلتين "لزوم مليان التنك" وهو يكمل :
- بالضبط ... الحيطة، الأمل الأول والوحيد ... مفيش اختيارات تانية

وصل إلى النافذة وهو يشير إلى مكان الحائط الأثري الكبير في جانب الحارة بينما ابنه يجر قدميه ليقف بجانبه:
- ويابني ... اللي ملوش حيطة، يضرب على قفاه .... وساعتها ..
- بابا ... بابا
- متقاطعنيش ياض انت عشان مفرمكش
- بس يا حاج ... الحيطة مش موجودة
التفت الأب في سرعة مذهولة وهو لا يزال يستوعب الجملة،
ليفاجأ بالحقيقة ماثلة أمام عينيه المتسعتين كنفق الشهيد أحمد حمدي ...
فهناك، حيث كانت ترقد حيطته العزيزة ... لم يكن هناك أثر لأي جدار ... ولا كسر طوبة حتى !


--------------------------------

لم يصدق الحاج اختفاء الحيطة ... كما لم يصدقها معظم الشعب المسكين،
الذي عاش عليها لأجيال وأجيال حتى أصبحت أماً روحيةً لهم ...
حتى القهاوي، كان لها حديثها الخاص


- شفت يا عم جاد، الحيطة اللي كانت في أول الحارة ... اختفت
- - يا حفيظ يا رب ... انت بتتكلم جد ولا عاملي "الكامورا" الخفية ؟
- يا عم كامورا إيه بس؟ بقولك اختفت، بح
- مش ممكن يا عم ... طيب وهنمشي فين دلوقتي؟ الوضع كده بقى "خِتر"
- متقلقش يا ريس ... في قُوى "وتنية" بتسعى لحل الموضوع ده

ووش ووووووششش، تنتقل الكاميرا بسرعة للـ "كافيه" الموجود على الناصية،
حيث "تيمو" وصديق عمره "ميدو" مع شلة من البنات بتوع الحفلات،
و"ميدو" يقول قاطعاً ضحكاتهن المايصة الشبيهة بصفير براد شاي أعور على نار هادية :


- شفتو يا جدعان ؟ ... بيقولوا الحيطة اللي الشعب كله بيمشي "باي إتس سايد"، اختفت
ترد بنت : نو واي ... هي البلد سايبة ؟
يكمل تيمو : صحيح، اكيد هيجيبوها ... هوه احنا شعب خيخة؟ ده احنا أبطال كأس أفريقيا
ميدو : أنا عندي فكرة "واو" ... إيه رأيكو نعمل جروب ع الفيس للمطالبة برجوع الحيطة
بيبو (واحد جديد لسه ناطط في القعدة) : هايل ... ونعمل انفيتيشن لصحابنا عشان نتضامن مع الحيطة،
ده أقل واجب نعمله لمصر اللي ربتنا


تيمو: جوود بوينت، هو ده الجوول، إننا نخدم بلدنا، ونساعد الناس اللي مش قادرة تعيش من غير حيطة،
الحكومة لازم تدعمهم زي ما بتدعم رغيف الفينوه


أخرج "زكي اتصالات" لاب توبه وهو يردد : الكافيه فيه واي فاي يا جماعة، ممكن نعمل البيج دلوقتي ...
وأهو نبقى في حموتها


مال عليه "ميدو" مردداً: حموتها؟ ... الكلمة دي بلدي خالص

------------------------

تطير الكاميرا بسرعة إلى حيث مقر حزب "عشان خاطرك"،
لكن طبعا تستوقفها نقاط تفتيش في كل سنتي متر أمام الحزب لتطالبها بتصاريح وأذونات وتوسلات،
فتتجاوز كل ذلك بعسر هضم وطلوع نفس، لتصل لقلب الحدث،
حيث رئيس الحزب و"أمين عام كل حاجة" يقومان باجتماع دوري، وحيث تبدو الأدوار مقلوبة :


الأمين : دلوقتي يا كوتوموتو، خلصنا كل التقفيل، وزي ما اتفقنا، انت برج القاهرة، وأنا أبو الهول والأهرامات
رئيس الحزب : بس ... حضرتك كده واخد حاجتين، ده كمان على اعتبار إن الأهرامات التلاتة حاجة واحدة
- مش ليا أنا يا بيبي، دول لماما، عايزة تحطهم في الصالون مكان الفازة الهكسوسي اللي اتدشدشت
- وماله، اللي سعادتك تشوفه ... كان في بس حاجة أخيرة
- انت لسه عايز حاجة تاني ؟ ... سيب شوية أوزعهم على بقيت الجروب
- لا يا فندم، الموضوع في حاجة تانية ... في مشكلة الحيطة

برّق الأمين في استغراب شديد، متطلعاً إلى صلعة "كوتوموتو" بطريقة تنم عن شكه في قواه العقلية ...
لكن الرئيس تابع متجاوزاً إهانة قرعته :

- الحيطة يا ريس، الحيطة اللي سبب النغنغة اللي احنا فيها، الحيطة يا معلم ...
اللي بنمشي الناس جنبها طوابير، ونهد حتة منها فوق دماغهم، ويضربوا نافوخهم فيها، وبرضه ميتكلموش ...
المُسكّن الأزلي للطلبات الشعبية

- آآآآآآآآآآه ... أيوه أيوه .... مالها يعني ؟
- أصلها ... اختفت
- وأنا مال أبويا !؟
انتفض رئيس الحزب مردداً :
- طويل العمر يطول عمره وينصره على من ....
- يا عم أنا مقصدش أبويا على طول، قصدي أنا مالي ؟
- ازاي يافندم، لو الشعب ملقاش الحيطة، ممكن يتعود يمشي ع الرصيف،
وبعدها رجله – لا سمح الله- تتجر ويقف في نص الشارع ... ويقول عاوز حقه

ثم مال عليه في حذر هامساً كفحيح الثعبان : وسيادتك عارف إنه وقتها، حتى لو حبينا نديه حقه،
معدش في حاجة في البلد نبيعها عشان نديهم

رد الأمين في استهتار مشوحا بيده : يا عم سيبك، ده شعبنا وأنا عارفه، هيزعق، يسكت، يعيط، ينسى ...
مفيش أسهل من ركوب الشعب ده


زفر رئيس الحزب في أسى متراجعا في مقعده مستسلماً، بينما الأمين يتابع :
ومتقلقش، ساعتها أبويا هــ ...
انتفض رئيس الحزب من مكتبه صارخاً : طويل العمر يطول عمره

----------------------

مرت الأيام، ولا حديث للناس إلا عن الحيطة واللي خطفها
عم محمد محدثاً رواد القهوة : دي مشكلة كبيرة ...
لو ملقيناش الحيطة، ممكن الأجيال الجاية تتهور وتتكلم، وعلى طول هتتبهدل في أقسام الشرطة


ميرفت محدثة جارتها من البلكونة : يا لوعة قلبي ياخواتي ...
أسبوع ولا حدش يعرفلها سكة ... فين الحكومة وفين البوليس ؟


ميدو في اتصال تليفوني : شفت يا تيمو، "الفانز" بتوع الجروب وصلوا مية ألف في أسبوع، احنا لازم نستفيد من الكلام ده ...
عشان ندي مصر زي ما هي ادتنا، مصر "أور هوم تاون"


واحد محشش بره السيناريو : هوه ... في إيه ؟

حتى الأخبار ... تحدثت عن الواقعة
الإس إن إن : حيطة مصرية ... وأزمة قومية
البو سي سي : الدولة المصرية تؤكد اختفاء الحيطة
جرنان أخبار : وتعلو مصر
جرنان أبو الهول : الحيطة ... ومصر تحقق معدلات نمو مرتفعة
جرنان الدسترة : أخيرا الحيطة اتهدت ... يلا بقى نقوم

الملك يسأل ابنه : إيه موضوع الحيطة ده يابني ؟
- متقلقش يا بابي ... إيفري ثينج أندر كونترول

---------------------

الزمان : أسبوعان على اختفاء الحيطة
النقاشات تحتدم ... القلق يزيد ... أعضاء الجروب يتكاثرون كمزرعة أرانب وجدت دواءا لعلاج العقم

----------------

الزمان : شهر على اختفاء –المحروسة- الحيطة

المكان : غرفة نوم الملك (طويل العمر يطول ... الخ)
ملحوظة: مفيش كاميرات بتخش هنا ... انت عاوز تحبسنا يا عم

فجأة، يقتحم "أمين عام كل حاجة" الغرفة صارخا :
- يا ريس ... يا ريس ... الحقنا يا ريس
انتفض الملك من نومه صارخاً : لأ ... لأ ... تونس لأ
أسرع الأمين بكوب ماء إلى سموه وهو يربت على كتفه :
- اسم الله عليك ... اسم الله عليك ... الشر بره وبعيد
تناول الملك الكوب بيد مرتعشة، ثم قلبها كلها في فمه ...
قبل أن يهدأ، ويستعيد توازنه ... ثم حوّل بصره إلى ابنه الأمين زاجراً :

- في إيه يا "كمال"؟ ... مش قلتلك اوعى تخضني في أيام الإسهال دي ؟ ...
هيه ناقصاك؟ ... مش كفاية عليا كوابيس تونس

- ما هو ... في مشكلة
نظر الملك بشك ... ثم تساءل في توتر :
- مـ ... مشـــ ... مشكلة إيه ؟
- الشعب ... عامل مظاهرة ؟

خُيل للأمين العام أن والده قد تم انتزاع قلبه تماما،
وحفظه في تلاجة إيديال أم 15 قدم،
بينما يبدو أن سنووايت قامت بتلوين وجه الرئيس بالأبيض ليبدو كرجل ثلجي في ليلة رأس السنة،
بل يكاد يقسم أنه رأي بؤبؤ عينه الأسود يذوب في بياضها،
بينما تخشب تماما كلوح تزحلق على شاطئ "مافينا" الذي يعشقه


هزه ابنه الأمين بعنف :
- فووق ... فووووووووووووق ... مش وقته تهنج وتموت، الله يخرب بيت الويندوز إكس بي
التفت الملك في حركة آلية كروبوت صيني سئ الصنع، ورد بحشرجة الزومبي:
- احنا ... خلاص ... متنا ... رحنا ... تعــ ...
- لأ لسه ... اهدى بس ... كل المظاهرات دي بسبب الحيطة
- الحيطة ؟؟ ... مش انت قلتلي الموضوغ أندر زفت كونترول ؟ ... أهو طلع "أندر وير"!!
طأطأ "كمال" رأسه في إقرار وهو يردد : أعترف إني تهاونت يا بابي
- بابي إيه وزفت إيه ؟؟ ... مش أنا قلتلك، ورئيس الحزب قالك، الشعب لازم يلاقي حيطة يمشي جنبها ؟؟ ...
وإلا هيبدأ يفكر ويفهم إنه –المفروض- بني آدم ... وهيبدأ يطالب بحقه ...
دلوقتي خلاص فهم وبيطالب براسي، أعمل فيكو إيه يا جيل الشيبسي والمدونات و "الياتوب"

- اسمه "يوتيوب"
- اخرس ! ... أعمل أنا إيه بقى ... أرضيهم ازاي؟ ...
مفيش حاجة في البلد مبعنهاش، حتى النهر، متّاخد شكك ... أجيبلهم فلوس منين

- بس ... الحل أبسط من كده
- أبسط من كده إيه يا جاهل ؟ ... دول جعانيين وجايين ياكلونا
- لا يافندم ... دول جايين "عشان" الحيطة، مش "بسبب" الحيطة
- مش فاهم
- أبداً ... الشعب بيقول لحضرتك، يا تجيبلنا حيطة، يا تعمل حيطة جديدة ...

هنا تصل الهتافات لأذنه لأول مرة :
"حيطة متينة يا بلاش ... واحدة غيرها متلزمناش"
"يا حكومة يا مفترية ... فين حيطيتنا المحمية"
"هاتولنا بسرعة حيطة ... لا نقلبهالكو زيطة"
"بالروح بالدم ... أخبط دماغي في الحيط"

فجأة، اعتدل الملك،
متناولاً قلبه من الثلاجة الـ 15 قدم،
وملقيا بسنووايت إلى المهملات،
ومعيدا عينيه إلى نضافة "بريل"، وهو يردد :

- فعلا ... هوه ده شعبي حبيبي، عمره ما خذلني

-----------------------------------------

الصحف تتناقل هذا الإنجاز الهام :
"الحكومة وعدت فأوفت : حيطة لكل مواطن ... لأجلك أنت"
" جروب "تضامن مع حيطتنا" على الفيس بوك، يحقق أعلى نسبة مشاركة لمستخدمي الانترنت في مصر"
"العثور على الحيطة الهربانة، في مركب هجرة غير شرعي، متجهةً إلى إيطاليا"
"أصابع التحقيقات تشير إلى أن المعارضة والتيار الإسلامي كانوا وراء اختفاء الحيطة"
"الملك يعلن أنه لا استقرار في المنطقة إلا بوجود الحيطة"
"وتعلو مصر"

خبر لا يهتم به أحد في أحد الجرائد المعارضة :
"يا شعب يا سلبي ... دي حتة حيطة!!!!"

--------------------------

وأخيرا عادت الحيطة إلى مكانها في الحارة ...
وتهافت عليها الأهالي يزينونها بالورود، ويحفرون "ذكريات الهباب" على جدارها، ويقبلون كل طوبة فيها


ظلوا يغنون ويمرحون،
بينما"أبو حمادة" يرفع صوت مسجله بأغنية الحنطور،
والفتيات يتسابقن للرقص، والفتية يتنافسون في التحرش


في اليوم التالي،
استيقظ الناس على مشهد مروع، نزع بنكرياسهم –لأن قلوبهم منزوعة من زمن، وكلاهم مسروقة منذ آخر عملية-


لا ... لم تختف الحيطة،
لم يتم هدمها،
ولم تفرض الحكومة رسوماً لزيارتها


لكنها ... كانت تحوي بوستراً كبيراً
بوستر ... كتب عليه :


كلنا هننزل

يوم 25

انت معانا ... ولا مع الحيطة؟؟


Monday, September 20, 2010

كيلو لحم بدوده

كيلو لحم بدوده
----------


عجيب هو أمر شعبنا المطحون ...
رضي بالعيش في ظروف لا يستطيع فرانكنشتين تحملها: راتب ضعيف لا يكفي نملة تأكل وجبة واحدة تُصرف لها من جمعيات المعونة، ومعاملة لا يرضى بها أحدب نوتردام نفسه، ومستقبل أشد ظلمة من لحظة انقطاع الكهرباء التي تستمر لساعات بدعوى "إصلاحات ع السريع" ...

هو نفسه هذا الشعب الذي رضي أيضا أن يتوارثه الآخرون، بداية من أمين الشرطة الذي يعتبر جيب المواطن مصدر رزقه، وجسده مصدر سعادة تعذيبية سادية ... مروراً بسائق الميكروباص المستغل، ومدير العمل المفتري، وجاره ذو اللسان الطويل الذي ينافس في طوله ثعبان الأنكوندا، والبائع صاحب ألفاظ بير السلم التي يطلقها ليل نهار، ورجل الأعمال الذي يمتص من دمه بطريقة يتقزز منها دراكولا ذاته، ومحافظه الذي يصر على حفر الأسفلت عشر مرات يوميا لأنه ينسى مقصا كل مرة في معدة الشارع، ووزيره الذي يدعى أن الموازنة "تمام التمام" رغم أن نصف موارد البلد موجودة في بنوك سويسرا بأسماء حيتان ليسوا من أبناء وطننا الشرعيين، وأنه "مفيش بطالة" رغم أن الشعب كله يعمل في وظيفة البحث عن وظيفة طوال العمر، وأن "الشعب ينعم بأحلى أيام الديموقراطية المهلبية" رغم أن سجون بلدك "بتبظ" كتلاً بشرية وأجساداً فوق أجساد لأشخاص كل ما فعلوه هو أن قالوا "لا" ...


ورغم ذلك كله ... لا يزال بعض هؤلاء التجار "الحنيين" يجدون أن شعبنا "لسه فيه حتة متهبرتش" ... لنفاجأ ذات يوم بخبر غريب فقد غرابته في بلد كل ما فيه أضحى غريباً، كمية كبيرة من اللحوم المدودة تدخل الأسواق المصرية، والحكومة تنفي ذلك بثقة شديدة كتلك التي تحس بها ممن ينفي وجود الشمس أساساً ...
ثار المثقف المصري وصرخ، وأطلق غضبه المكبوت في كل مكان مبيناً اعتراضه، ثم انطلق ليعلن عن كل ذلك لدى الحكومة، مطالباً إياها بعمل حملة تفتيش على اللحوم في كل مكان وزمان وما بينهما من أبعاد، للحفاظ على معدة مواطن مصر المفحوت ... لكن الزمن كان يخبئ لبلدنا الكثير ...


-----------------

في أحد حواري مصر الشعبية التي تمتلئ بأحبال غسيل تحمل من الملابس ما يكفي لعمل مصنع جديد للغزل والنسيج، وفي أحد شوارعها التي أخرجت الحكومة "مصارينها" منذ زمن ونسيت وجودها على خريطة جمهوريتها ... رقدت تلك القهوة العتيقة والتي وُجدت منذ أن وُجدت تلك الحارة، وعلى أحد كراسيها -التي يفتخر صاحبها بأنها مصنوعة من أيام محمد علي- جلس رجلان بسيطان يتبادلان "طراطيف" الحديث ..

- شفت يابو محمد، بيقولولك في لحوم مدودة نزلت السوق
- لحوم ؟؟ ... يعني مفرد لحمة يا عم سعيد ؟؟
- أيوه يابومحمد .. صحصح كده أومال ... اللحمة اللي بنجيبها أول كل شهرين دي ... الحمرا بنت الحـ ... ما علينا
- أيوه أيوه ... افتكرت .. مش اللي بنجيبها من عند الراجل الإتم أبو شنبات مفرودة بجيل ده اللي اسمه "عطوة" ؟؟
- عفارم عليك ... أهي اللحمة دي ... بيقولوك إن في منها نزل مدود ... بدوده يعني
- يا حفيظ ... معقولة؟ .. لحم مدود ؟ ... هي الناس فرمت ضميرها ولا إيه ؟؟
- أيوه يا عم ... ده استهبال ... أنا قولت لزكية مراتي اللحمة حرمت على بيتنا من النهاردة ... صحيح إنها لقحت بكلمتين عن "هي فين اللحمة دي يا حسرة" ، بس أنا أقنعتها إننا مش هنجيب لحمة خالص ... خصوصا إنها مش عايزة عينها التانية تورم عشان تعرف تذاكر للعيال
- طيب ... كويس ... الموضوع مش مشكلة خالص ... هوه في حد هنا عاد بياكل لحمة ... بلا بتاع
- لأ ... ده الموضوع أحسن من كده بكتير

التفت عم سعيد وأبو محمد لصاحب الجملة الأخيرة، ليجدا أستاذ حسين الموظف بمجمع التحرير، يتناول كرسياً يقربه من طاولتهما وهو يجلس متابعاً :
- ده هوه ده أحسن وقت ناكل فيه لحمة

رد أبو محمد في استنكار :
- انت اتجننت يا جدع ... بيقولك لحمة مدودة ... دوووووود يا عم ... دود
- يا عم وفيها إيه يعني ... انت بتاكل المش بإيه ؟؟
- بدوده وبواقيه وعفانته وبلاويه و ...
- احم ... خلينا في الاولانية بس ... بإيه ؟؟ ... بدوده ! ... يعني هيه هيه
- إزاي يا أستاذ حسين ... ده دوود وده دوود ...
- يعني إيه الفرق ؟
- الفرق في الشعر
- أفندم ؟!!
- لا ... قصدي، أكيد في فرق بين دودنا ودودك ودودهم
- يا عم ... كله في الآخر بيصب في المجاري ... وبعدين على رأي السيد الوالد: المعدة بتجيب ده على جنب وده على جنب ...
أطرق كلا الرجلان برأسيهما في تفكير صامت يشبه صمت السرير، بينما البخت يلعب برأسيهما الأعاجيب ... فقد بدأ العقل المصري يعمل من جديد بأقصى طاقته، محاولاً استغلال تلك الأزمة ... أنسب استغلال

----------------------

صاح المعلم "عطية" في صبيه بشراسة :
- واد يا زفت يا "رأفت" ... طلع ياض كيلو لحمة للأفندي هنا

أسرع "رأفت" من أول المحل إلى آخره جرياً – حيث ترقد المغفور لها الثلاجة – واضعاً جلبابه في فمه فبدا كما لو كان يطير راقصاً بحيرة البط ... وقبل أن يصل إلى الثلاجة كان الأفندي قد مال على المعلم هامسا له بكلمة السر "ادي القطائيط لأبوكلوة حديد" ... فما كان من المعلم إلا أن أبلغ "رأفت" عبر السرينة إياها أن : هاتها حتة مقطئطة ...

أخرج "رأفت" القطعة في حذر شديد، لفها في عشرة أكياس سوداء، ثم ناولها إلى المعلم، الذي ناولها بدوره للأفندي وهو يتلفت يمنة ويسرة في حذر الإبل التي تتاجر في "الحشيش" ...
ما إن تناول الرجل اللفة حتى همس : مش دي برضه لحمة مدودة عشـــ ...
قاطعته نظرة صارمة من عين المعلم كادت "تفلقه" نصفين، بينما المعلم يهمس بصوت الأموات المرعب: احنا مبنقولش الكلمة اللي بحروف الدال هنا ... دي كلمة محرمة دولياً
ازدرد الرجل ريقه المتحجر كحجر الصوان بينما المعلم يتابع :
- وطبعا زي مانتا عايز ... تمنها ربع التمن الأصلي ... اتكل بقى وارحمنا
تناول الرجل اللفة بيد مرتعشة ... أدار ظهره ... ثم انصرف

---------------------

وفي بيت آخر جلست العائلة على الغداء على سفرة بسيطة، يتوسطها طبق شوربة يحتوي حتى قمته مكعبات من اللحم، بينما الأب يردد وهو يمسح كفيه في استعداد حربي للـ "فرتكة":
- يلا يا ولاد ... طاقة القدر اتفتحتلنا ... عايزكو تفرمو اللحمة دي
ردت الام في قلق :
- بس يابو علي مش البتاعة دي مدودة ... وممكن تعيي العيال
- يا ولية متبقيش فقرية ... ماحنا بقالنا عشرين سنة بناكل لحمة وفي النهاية اكتشفنا إنها لحم حميري ... وأدينا أهوه صحتنا زي البمب وبنخلف
ثم ربت على كتف ابنه الأصغر "ممدوح" مداعبه :
- يلا يا دوحة ... عايزك تاكل اللحمة دي عشان تطلع راجل
- بابا ... هوه ... مينفعش أبقى راجل إلا باللحمة
- لأ يا حبيبي ... اللحمة مش شرط للرجولة ... حتى اسأل البهايم اللي ... احم ... بترعى في مراعي البلد
- بس ... يا بابا
- ولا ... أنا مش فاضيلك ... اخلص ... في إيه ؟؟
أطرق الفتى لحظةً في تفكير نسبي ... ثم رفع رأسه سائلاً في براءة الحملان المصابة بالأنيميا :
- هوه ... اللحمة ... بتتاكل منين ؟؟

---------------------

في عيادة خارجية :
العيان : ها يا دكتور ... إيه الأخبار ؟
الدكتور : لا ... متقلقش ... كله تمام ... شوية إرهاق وصداع .. هكتبلك على اسبرين و ...
- بقولك يا دكترة
- خير ؟
- هوه ... في مشكلة من اللحمة الجديدة اللي نازلة السوق ؟
- المدودة ؟؟
- لأ ... المقطئطة ... أصل المدو ... احم ... الكلمة اللي بالدال حرام
- حرام ؟؟ ... ماشي ياخويا ... على العموم أنا عملت تجاربي الخاصة، وشايف إن مفيهاش حاجة ... ممكن تاكل منها براحتك وانت مطمن
- ربنا يعمر بيتك يا دكتور .. يا مفرح قلوب الغلابة ... هوه بس ... فاضل طلب بسيط
- إيه تاني ؟؟؟
- ممكن تكتبلي روشتة بكام كيلو لحمة ... عشان الجزار مبقاش يصرف بقيقي كده
- ماشي يا عم ... وآدي روشتة للحبايب وعليها كارع هدية
بعد انصراف المريض ... دخل "رأفت" على الدكتور متخفيا، ثم مد يده بظرف وكيس أسود مرددا :
- المعلم بيقولك عفارم عليك ... الزباين عمالة ترخ
- ده الواجب وشرف الدكترة ... المهم ... اللحمة دي سليمة ولا مضروبة ؟
- لا يا دوك ... عيب عليك، سليمة بضمان عينيا
- بلاش عينيك عشان بتبربش ... خلي الضمان في حاجة أضمن


---------------------

المكان : وزارة التجارة
اقتحم السكرتير مكتب الوزير بطريقة مفاجئة جعلت سيادته "يتنطر" من الخضة ... مما دفعه للصراخ في غضب تنيني :
- إيه اللي انت بتهببه ده يابني آدم ؟ ... انت داخل مراحيض عامة ؟
التقط السكرتير أنفاسه بالكاد وهو يردد بصعوبة :
- الناس ... يافندم ... عاملة تحت ... مظاهرات
- ناس ؟؟ ... ناس مين ؟؟
- الشعب يافندم
- الشعب المصري ؟
- أيوه سعادتك
- يابني المصريين دول أغلب من الغلب ... مش ممكن يعملوا ربع مظاهرة صامتة حتى ... انت متأكد إنك مغلطتش في نمرة الشعب ... يمكن كانوا ناس تانيين ولا حاجة
- همه يافندم ... وعاملين مظاهرة عشان اللحمة المدودة
- كمان ؟؟؟ ... غريبة ... همه مش عارفين إننا أحبطنا شحنتين لحم فاسد، وبنلم المغشوش من السوق ... يعني الدنيا تمام
سكت السكرتير للحظة قبل أن يتمتم في حذر :
- ماهو ... ده اللي مضايقهم يافندم
- هوه إيه ده اللي مضايقهم ؟
- إنك بتلم اللحمة المدودة وبتمنع استيرادها ... وعاملين مظاهرة مخصوص بيطالبوا فيها حضرتك إنك "تخلي بينهم وبين اللحمة المدودة"
- نعم ؟؟
- يعني بالبلدي ... رجعلهم اللحمة ... وملكش دعوة

---------------------

في جزارة الحاج "عطوة" :
المعلم (بينما يسحب نفس الشيشة الكنتالوب) : وديت للدكتور الحاجة ياض
رأفت : زي ما قلت يا معلمي ... جبت اتنين كيلو مدودين .. بعتهم لـ "شكرية" اللي بتنقي الرز، شالت الدود وخلت اللحم ... وقلتله إنه لحم سليم
- عفارم ياض ... والمظاهرات ؟
- زقينا كام واحد أرزقجي كده، قوّم الناس على الوزارة، وطلبوا منها تسيب اللحمة ... والوزارة وافقت
ضحك المعلم في نصر ... ثم سعل حبتين ... قبل أن يلقي بكوب الشاي بتفله في فمه الواسع ... ويتابع "كركرة" الشيشة ... ثم ردد :
- شغل على مية بيضة، هوه ده الرزق ولا بلاش
- بس يا معلم ... في مشكلة بسيطة
- خير ؟؟
- الحكومة لما لقت في إقبال على اللحمة المدودة، وافقت تستوردها، بس عملت عليها ضرايب بضعف الثمن
هنا ... انتفض المعلم "عطوة" كثورٍ مصاب بالبارانويا، ملقياً بليّ الشيشة في قوة، وهاتفاً :
- حرام عليهم يا جدع ... ده كلام ميرضيش ربنا !!ه



Friday, September 17, 2010

من أجلها ... سيُضحي الأفندي


من أجلها ... سيُضحي الأفندي
--------------------

أرادأن يفتح العلبة ... وأن يجرب ذلك الإصبع الأبيض ذا النهاية الذهبية ... ليحس بتلك النشوة الكاذبة


أراد أن يضعها في فمه ... أن يتذوق دخانها ... أن ينفثه في تلذذ كأصحاب الملايين

لكنه توقف ... تذكر ما هو فيه : الحياة الصعبة والوظيفة الشاقة ... إنه يحتاج إلى صحته ...

يحتاج إلى صحته كاملة ليخدم أمه المريضة ... ليصرف على أطفاله الخمسة ... ليسد فم زوجته ذات الطلبات الثقيلة كوزنها

ليخدم مصر

مصر ؟؟؟

نظر إلى العلبة ... كتب عليها : صنع في مصر ... بأيدي مصرية ...

ابتسم ... وضع السيجارة في فمه بلا تردد ... فقد قرر أن يبدأ بخدمة بلده الحبيب

حرية ما تمت


حــــــرية ما تمــــــت
------------------------

غربت الشمس أمام عينيه مرددة لحنا صامتاً ملوناً أشبه بجوال مانجا بلدي مشعشع

التهم صاحبنا بواقي شطيرته في سرعة لا تتناسب مع جسده النحيل الذي دفع أصدقائه لمناداته بـ "اللهو الرفبع"
كرمش بواقي الورقة التي كانت تحوي الشطيرة مبتسماً في سخرية مريرة، هاهو يأكل شطيرة بالمربى والسمن في ورقة طلاقه ... يالها من مفارقة

ألقى الورقة بعيداً بأقصى ما يستطيع وكأنما يزيح تلك الصفحة من أجندة ذكرياته،
وكأنه يلقي شهادة جامعية لم تعد تلزمه لأن كل الوظائف بالواسطة،
وكأنه يرجم شيطانا في يوم التروية

أحس بالراحة والخفة ... بل إنه خفيف جداً بالفعل ...
ها هو يحلق ببطئ بعيداً عن كرسي الحديقة الذي امتطاه من دقائق ...
شعور رائع بالفعل ... دفعه للتلويح بهدوء بيديه لتساعداه على العوم أكثر في الهواء ...

ارتفع جسده النحيل في بطء وقور،
صنع مع لحظة الغروب مشهداً درامياً جعل ما يحدث أقرب إلى أحد أغلفة "دي سي كوميكس" لعدد سوبر مان الأخير ...

أحس بطاقة كامنة تجتمع في كعب قدمه الذي هراه بالفازلين،
أحس بنفسه يأخذ "واحد استعد" لينطلق إلى الفضاء الرحب ...
تراجع في الهواء نصف متر ليبدأ الانطلاقة الأسطورية و ...

فجأة ... هناك من يمسك قدمه بشدة .... يسحبه إلى الوراء الأزلي، إلى نهاياتٍ سحيقة ...
التفت، ليجد ظله يرتبط به كلزقة "أمير" انفجرت للتو بين أصابع طفل صغير ...
بينما علت وجهه – الظل لا صاحبنا – تلك الابتسامات المحببة لرواة قصص الرعب، الابتسامة التي يصفونها بصف الأسنان الحاد واللسان الثعباني وصوت الفحيح المخدر للآذان ...

انتابت صاحبنا رعشة قلق خفيفة، لكنها انتقلت عن طريق ظله إلى الأرض محدثة زلزالاً رهيباً ...
هنا أدرك أنه يرتجف خوفاً ...
كافح ليهرب ... كافح لينطلق من جديد إلى الفضاء السرمدي ... حيث النجوم والأقمار و"النايل سات" ...
تذكر الآن حلم حياته بالوصول للنايل سات لينتزع بنفسه القنوات الفقيعة التي تدعي – جورا وبهتاناً وبيع كلام – أنها تتحدى الملل ...

تذكر ذاك الحلم ... فزاده ذاك إصراراً على الإنطلاق المطلق بطلقات التطليق المطلقة لامرأته 3 طلقات بائنة ....
صرخ في وحشية وحاول انتزاع قدمه ...
حركها بشدة ... لكن الظل زاد شراسة وسحباً ...
زاد جره لصاحبنا الطائر المعلق في الهواء في نفس الوقت الذي لمح فيه الأخير كرسي الحديقة ينبثق عن فجوة سوداء تبتلع كل شئ من حولها

ياللهول !! ... إنها كبيرة ...
لم يرى في حياته فجوة سوداء إلا تلك التي تعرضت لها إحدى عينيه من جراء فازة ألقتها عليها زوجته ذات صباح روتيني ...
لكنها هذه المرة كبيرة ومفزعة بحق ... أخذ يقاوم ويحاول الخلاص ... بينما تحولت زمجرة ظله إلى صراخ يائس بعد أن لمح تلك الفجوة الجائعة ...
فتعلق ظله به في خوف وتوسل، بينما هو يحاول جاهداً الخروج من مجال تلك البالوعة التي تذكره بضربات مجاري حارته ...

حاول وحاول ... جاهد ليطير بعيدا ... بينما فجوة كرسي الحديقة "تهبر" كل ما حولها ...
أشجاراً وبيوتاً ... سياراتٍ وصفائح قمامة ... حتى الألوان الـ "آر – جي – بي" بدأت بالانسحاب من حوله "مدلوقةً" في الفجوة سابقة الذكر والتحضير ...

خارت قواه ... ذهب حلمه ... زاغت عينه السليمة لأن الأخرى لا زالت تعاني من ضربة الفازة إياها ...
قل تنفسه حتى أصبح يحاكي التنفس من خيشومة واحدة لضفدع "لسه فاقس" ...
هنا ... ابتسم ابتسامة المرارة نفسها .. و ... سقط في الفجوة ...

--------------

هل مات ... لا يعلم ...
لكن لو أن هذا هو الموت فهو مظلم حقاً ...
أين النور ؟؟ ... هل هو في الجحيم ؟؟ ... لا، فثمة تيار هواء بارد نوعاً ما ...
وحسب معلوماته فالجحيم يحتوي لهيباً مذيباً للجلود ...

يسمع بعض الأصوات ...
يشم رائحة عطر بارفان ... لا .. مهلاً ... إنها رائحة يعرفها جيداً ...
ذاك العطر الحريمي الذي كان يعشقه عشق كليوباترا لجمالها، ثم أضحى يكرهه ككلب يخشى الاقتراب من البانيو ... إنه لإنسانة يعرفها جيداً ... إنها ...

- ألف سلامة عليك يا روحي !!

جملة تحمل من القلق والتشفي في نفس الوقت ما دفعه إلى فتح عينيه بسرعة وفزع، ليطالع وجه زوجته الجميلة بابتسامة يعرفها جيدا ...
ابتسامة ظل خنيق فحت !!



من بين صوابع رجلي

نصيحة : بلاش اللي بيتقرف يقرا ... جاست أ وورنينج

----------------
من بين صوابع رجلي
----------------



العبث في أصابع القدمين ليس عادةً صحيةًً بالتأكيد
إلا لو كنت تتعمد نقل تلك المزرعة الجرثومية - والتي تكونت في أصابع قدميك نتيجة ارتدائك المستمر لنفس الجورب البالي لمدة أسبوع كامل- من قدمك المتشققة إلى أصابع يديك الملوثتين بغبار السنين وبواقي طبق الفول بالبيض وشخبطات القلم الفرنساوي، بغرض دراسة عوامل التحلل البيولوجي لخلايا الشم بأنفك الفاضلة بعد تعرضها للإشعاعات العفن-ذرية سابقة الذكر...


أعلم هذا بتيقن يكاد يقترب من يقين حكومتنا بوجود مستشفى حكومي ومدرسة مشتركة وشارع مرصوف في قرية "المناجل" تخدم كل أفراد القرية
رغم أن القرية مهجورة منذ إنشائها بسبب عوامل توسعة الطريق الدائري الذي توقف بدوره لأن "المونة" لا تكفي إلا لعمل "تقفيصة" حمام على سطح العمود الخرساني الوحيد المتبقي من صديقنا الدائري ...

المهم، أنه رغم ثقتي هذه، إلا أني استمررت في تدليك أصابع قدمي الواحدة تلو الأخرى في تلذذ طفولي سادي، كما لو كنت اقوم بعمل مساج لكلب أعور ذي عمود فقري بثلاث فقرات بائنات للضرر ...
ربما يرجع ذلك لأنه يعطيني شعوراً زائفاً بنظافة مؤقتة دون تدخل للماء أو – الشر بره وبعيد – للصابون الـ "جوود أفترنوون" ... فكلاهما يسبب لي حساسية مفرطة، تجعلني أحرك عيني اليمنى في حركات عصبية مشابهة لتلك التي أصابت دجاجتنا العزيزة "فريدة" عندما لمحت سكين أمي يشق طريقا ناعماً محمَرَ الجوانب في رقبتها ناصعة البياض ...
فلتموتي عزيزتي "فريدة" على محراب موقدنا، فقد آن لكِ أن تكوني قربانا لمعدة عائلة من "زومبي" الدجاج

أتلذذ بتذكر طعم المرحومة ... بينما لا أزال أدلك أصابعي في ذات النشوة الروحية العابرة، أغمض عيني في انسجام وأنا أتحسس تلك الفطريات المتطفلة بين مغارات أصابعي، كـ"علكة" انحشرت بين خصلات "ذات الشعر الذهبي " محيلة إياه إلى "كولكيعة" عضوية من الشعر والأتربة والقاذورات المهجنة، تاركة لنفسها النمو في وقاحة فجة وكأنها سلطان حكم أصابع قدمي بالأغلبية الساحقة ...
لكني أبدأ على الفور وبلا تردد، ملحمة "الصنفرة" الأثيرة، لأقوم - وباستخدام أظافري المخلبية - بإزالة كل تلك البقع الطفيلية الملتصقة هنا وهناك، بينما فرق اغتيال أظافري تجوب خنادق قدمي مصفية كل العناصر المتمردة من بقايا الطفيليات المنسحبة والمتدحرجة على بطون أصابع قدمي ... إنها ذروة النشوة ...

يا سلااااااااام ... يكاد المرء يحس باختفاء جبال العفن البيضاء تلك من تلال قدمه البارزة ...
بينما "الدعكات" الأخيرة لبينيات الأصابع توصلك إلى مرحلة ما بعد السكرة المتجلية ...
آخذا شهيقا بطيئاٍ محسوباً، كما لو كان كل ملليميتر مكعبٍ منه يحمل نفسك الأخير في الحياة بما يمنحك حق الاستمتاع به عن آخر قطرة ...

ذهب الخدر ... وجاءت الراحة ... واستسلمتُ لأصابع يديّ ...
ثم ...
تلفتُّ حولي في حذر، متيقنا أن كل العيون منشغلة عن لوحة وجهي، ومتأكداً أن حركاتي لن تلفت عيناً ليست في جسدي ...
تأكدت، ثم سحبت أصابعي إلى أنفي مستعداً لخدر جديد، واشمئزازٍ ممتع، و ...

- بتعمل إيه عندك يا ... يا ... يا ديرتي يا حيوان انت ؟!!!

سحقاً ... لقد لمحني أحد التتر ... لم تكن دفاعاتي كافيةً بحيث تضع في اعتبارها تلك المزعجة ذات عوينات الصقر الزجاجية ...
التفَتُّ ورائي ... مصطنعاً بسمةً حمقاء كتلك التي تراها على وجوه الفتيات حين يحدثن فتىً لا يعرفنه لأول مرة :

- مفيش ... أنا معملتش حاجة

رفعتُ رأسي أكثر حتى أستطيع استيعاب هذا الجبل الوحشي "الفافي" في عيني الصغيرتين :

- أنا ... كنت بلعب بس ... يا ميس "رغدة"

وكعادة كل "الميسات" في هذه الحضانات، لم تمنع ميس "رغدة" عصاها العزيزة من تقبيل جسدي الصغير في كل "حتة ومتة" بضرب يشبه زغزغة الفراشات لفيلٍ أفريقي يلعب السومو مذ كان عجلاً صغيرا في بطن أمه النعامة المترملة عن تمساح معدوم الأسنان ...

سحقاً "أجين" ... كم أكره حضانة "بيبي ستارز كوتوموتو" الفافي هذه

أكرهها من كل "صوابعي"


نهاية سعيدة ... هابي إندينج

نهاية سعيدة ... هابي إندينج
---------------------------

النهاية الهابي ... من الممكن أن تجدها في آخر صفحة في كتاب الروايات الذي لا يفارق جيبك حتى أضحيت كدودة القز ... أو قد تعثر عليها قبل تترات نهاية الأفلام، وخصوصاً الرومانسية منها، إذا كنت من النوع الذي يبكي حتى النخاع لأن إصبع البطل اتعور واوا و(بيخر دم) ... وقد يسعدك الحظ وتسمع عنها في أحد قصص أقربائك الخيالية بأنه تزوج وعاش (هابيلي إيفر أفتر)

حسناً عزيزي قارئ السطور (اللي هوه حضرتك) ... لا أريد أن أصدمك ... ولكن ... يجب أن أصدمك صدمتين تلاتة أربعة ...
ماذا ؟ ... لا لا لا ... لن أخبرك أن النهايات السعيدة لا وجود لها في عالمنا ... لكني سأحاول أن أكون أكثر تحديدا لهذا الـ "عالم"
ففي دول العالم شرقها وغربها، غنيها وفقيرها، وردت في كتب الدراسات أم لم يذكرها المؤلف لصعوبة نطقها ... في كل هذه الدول توجد نهايات سعيدة ممتدة بلا شروط للبعض، وبالصدفة للبعض الآخر، و "عمال على بطال" لفئات أخرى ... أما في مصرنا الحبيبة، فيستلزم الأمر موافاة كراسة شروط وتجاوز كشف الهيئة حتى تكون أحد هؤلاء المحاظيظ الهابي ...
وطبعا لمعرفتي بمشغولياتك الكثيرة الهامة التي ترقى بالأمة بداية من "دور بلاي ستيشن وينينج إلفن"، مروراً بمسمسل "برعي وتفيدة" البالغ من العمر مائتي حلقة ونص، وانتهاءاً بمائدة العشاء المتخمة بمسببات الحموضة حتى الوفاة ... فإنني ولهذه الأسباب أسوق إليك على عجل و "بسكلتة" دليلك القومي للنهايات السعيدة في بلدنا المصونة ... والتي بموجبها تحصل على "كريديت" سعادة سبيشيال :

--------------

أولا : شروط يجب توافرها :-

1- أن تكون عضوا بأحد أحزاب الدولة التي تتكون من : الحزب الوطني، الحزب الوطني، أو الحزب الوطني
2- أن يكون أحد والديك أو كليهما نائبا بمجلس الشعب أو الشورى، أو أن يكون وزيراً أو رئيس وزراء أو رئيس .... احم ... بلدية ... ويمكن قبول أبناء العومد (جمع عمدة) والغفرا (جمع غفير) بشرط وجود شهادة من اتنين أمريكان إنك مصري
3- أن لا يقل صافي أملاكك عن عربية تمليك 2010 وفيلا وشاليه ... وألا يقل عدد ملايينك عن صوابع غيديك ورجليك ... وألا يقل عدد مريديك عن حمولة 10 عبارات سلام من المواطنين

-------------

ثانياً : شروط "بتمشيلك المصلحة" لمن لا تنطبق عليه الشروط العلوية :-


1- أحد أقربائك من الدرجة الأولى يعمل ضابطاً بالشرطة أو وكيل نيابة ... عشان اللي له ظهر ميتضربش على قفاه، وميتعلقش من رجليه ويتعبط في القسم
2- يجب أن تسير دائما وجيبك عمران خمسات فكة ملفوفة، فستقابل من الكمائن ما يشيب له شعرك، لكن جميعها تحوي عددا من مستقبلي الإكراميات يكفي لأن يصنعون لك موكبا من هنا للحسين ... هنا ستجد فائدة جوانات الخمسة الفكة
3- كلما قابلت مشكلة أو دخلت في خناقة ... ارفع صوتك كحامي حمى مصر القديمة والجديدة والاستعمال الخفيف صائحاً : "انت بتخرف بتقول إيه ؟؟ ... انت متعرفش أنا ابن مين في مصر؟؟ " ... طبعا الإجابة صعبة، لأن التخمين من بين 80 مليون جثة تعيش في نفس البلد يجيبلك هَس في دماغك
4- قم برشوة أمين الشرطة، والمحامي، وقاضي الاستئناف ... قم برشوة كل من حولك .... وقم بجريمتك وأنت مطمئن ... حتى لو كانت إشعال النار في شقة قمت باستئجارها، ثم ادعاء أنها ملكك وعرضها للبيع بعد ذلك ... وكن مطمئنا، لن يحاسبك أحد لأنهم جميعا "واكلين من فضلة فضلاتك"
5- لا تحاول القفز إلى "ليفل" أعلى منك ... بمعنى، لو كان ظهرك "رائد شرطة" فلا تحاول ان تنكش "عميد"، ولو رشوت "أمين مرور" ببريزة فلا تدفع أقل من خمسيناية في حضرة سيادة الضابط ... وعلى قد لحافك مد ما تبقى من صباع رجلك الزغنتوت
6- لا تتكلم أبدا في السياسة، ولا في السياسيات، ولا في التأسيس، ولا في أي من مكونات الفعل "أسس" حتى لو كان بدعوى إلقاء محاضرة عن "أثر الحضارة الرومانية في (الأساس) الحديث"
7- خليك يابني جنب الحيط، الزق فيه ... ولو شالوا الحيط ابنيلك طوبتين على بعض واقف جنبهم ... حيطتك هي حياتك، فامسك فيها بإيديك وسنانك
8- كن دلدولاً مدلدلاً لأصحاب النفوذ، تمحك فيهم قدر استطاعتك ... واستخدم قاموس "النفاق ... دليل وصول كل أفّاق" للتعبير عن إعجابك بكل "تفّة" تخرج من فمهم الموقر ... وابتذل وتبذل حتى لو وصل الأمر إلى لحس الجزم الريدوينج

------------------

وختاماً ... يجب التنبيه على كل شريف شايف نفسه "ابن ناس ومش بتاع حرام" أن البلد مش هتسعه معانا، وبالتالي نطالبه بأن يحل عن نافوخنا متوجها إلى دولة أخرى توزع النهايات السعيدة لكل من لديه طموح، بدل أن يطول به الأمر منتظراً إياها في طابور الجمعية.

إلى هنا ... نكون وصلنا إلى أهم توصيات ورقة "نهاية سعيدة للحبايب" على هامش "المؤتمر العام لنصرة المواطن المصري الموشك على الانقراض" ... مع وعد بصدور فيرجينات جديدة بمجرد ظهور أي طارئ أو عصام أو حسين جديد ...

مع الشكر المفروش بالهابينيز للجميع