Friday, September 17, 2010

من بين صوابع رجلي

نصيحة : بلاش اللي بيتقرف يقرا ... جاست أ وورنينج

----------------
من بين صوابع رجلي
----------------



العبث في أصابع القدمين ليس عادةً صحيةًً بالتأكيد
إلا لو كنت تتعمد نقل تلك المزرعة الجرثومية - والتي تكونت في أصابع قدميك نتيجة ارتدائك المستمر لنفس الجورب البالي لمدة أسبوع كامل- من قدمك المتشققة إلى أصابع يديك الملوثتين بغبار السنين وبواقي طبق الفول بالبيض وشخبطات القلم الفرنساوي، بغرض دراسة عوامل التحلل البيولوجي لخلايا الشم بأنفك الفاضلة بعد تعرضها للإشعاعات العفن-ذرية سابقة الذكر...


أعلم هذا بتيقن يكاد يقترب من يقين حكومتنا بوجود مستشفى حكومي ومدرسة مشتركة وشارع مرصوف في قرية "المناجل" تخدم كل أفراد القرية
رغم أن القرية مهجورة منذ إنشائها بسبب عوامل توسعة الطريق الدائري الذي توقف بدوره لأن "المونة" لا تكفي إلا لعمل "تقفيصة" حمام على سطح العمود الخرساني الوحيد المتبقي من صديقنا الدائري ...

المهم، أنه رغم ثقتي هذه، إلا أني استمررت في تدليك أصابع قدمي الواحدة تلو الأخرى في تلذذ طفولي سادي، كما لو كنت اقوم بعمل مساج لكلب أعور ذي عمود فقري بثلاث فقرات بائنات للضرر ...
ربما يرجع ذلك لأنه يعطيني شعوراً زائفاً بنظافة مؤقتة دون تدخل للماء أو – الشر بره وبعيد – للصابون الـ "جوود أفترنوون" ... فكلاهما يسبب لي حساسية مفرطة، تجعلني أحرك عيني اليمنى في حركات عصبية مشابهة لتلك التي أصابت دجاجتنا العزيزة "فريدة" عندما لمحت سكين أمي يشق طريقا ناعماً محمَرَ الجوانب في رقبتها ناصعة البياض ...
فلتموتي عزيزتي "فريدة" على محراب موقدنا، فقد آن لكِ أن تكوني قربانا لمعدة عائلة من "زومبي" الدجاج

أتلذذ بتذكر طعم المرحومة ... بينما لا أزال أدلك أصابعي في ذات النشوة الروحية العابرة، أغمض عيني في انسجام وأنا أتحسس تلك الفطريات المتطفلة بين مغارات أصابعي، كـ"علكة" انحشرت بين خصلات "ذات الشعر الذهبي " محيلة إياه إلى "كولكيعة" عضوية من الشعر والأتربة والقاذورات المهجنة، تاركة لنفسها النمو في وقاحة فجة وكأنها سلطان حكم أصابع قدمي بالأغلبية الساحقة ...
لكني أبدأ على الفور وبلا تردد، ملحمة "الصنفرة" الأثيرة، لأقوم - وباستخدام أظافري المخلبية - بإزالة كل تلك البقع الطفيلية الملتصقة هنا وهناك، بينما فرق اغتيال أظافري تجوب خنادق قدمي مصفية كل العناصر المتمردة من بقايا الطفيليات المنسحبة والمتدحرجة على بطون أصابع قدمي ... إنها ذروة النشوة ...

يا سلااااااااام ... يكاد المرء يحس باختفاء جبال العفن البيضاء تلك من تلال قدمه البارزة ...
بينما "الدعكات" الأخيرة لبينيات الأصابع توصلك إلى مرحلة ما بعد السكرة المتجلية ...
آخذا شهيقا بطيئاٍ محسوباً، كما لو كان كل ملليميتر مكعبٍ منه يحمل نفسك الأخير في الحياة بما يمنحك حق الاستمتاع به عن آخر قطرة ...

ذهب الخدر ... وجاءت الراحة ... واستسلمتُ لأصابع يديّ ...
ثم ...
تلفتُّ حولي في حذر، متيقنا أن كل العيون منشغلة عن لوحة وجهي، ومتأكداً أن حركاتي لن تلفت عيناً ليست في جسدي ...
تأكدت، ثم سحبت أصابعي إلى أنفي مستعداً لخدر جديد، واشمئزازٍ ممتع، و ...

- بتعمل إيه عندك يا ... يا ... يا ديرتي يا حيوان انت ؟!!!

سحقاً ... لقد لمحني أحد التتر ... لم تكن دفاعاتي كافيةً بحيث تضع في اعتبارها تلك المزعجة ذات عوينات الصقر الزجاجية ...
التفَتُّ ورائي ... مصطنعاً بسمةً حمقاء كتلك التي تراها على وجوه الفتيات حين يحدثن فتىً لا يعرفنه لأول مرة :

- مفيش ... أنا معملتش حاجة

رفعتُ رأسي أكثر حتى أستطيع استيعاب هذا الجبل الوحشي "الفافي" في عيني الصغيرتين :

- أنا ... كنت بلعب بس ... يا ميس "رغدة"

وكعادة كل "الميسات" في هذه الحضانات، لم تمنع ميس "رغدة" عصاها العزيزة من تقبيل جسدي الصغير في كل "حتة ومتة" بضرب يشبه زغزغة الفراشات لفيلٍ أفريقي يلعب السومو مذ كان عجلاً صغيرا في بطن أمه النعامة المترملة عن تمساح معدوم الأسنان ...

سحقاً "أجين" ... كم أكره حضانة "بيبي ستارز كوتوموتو" الفافي هذه

أكرهها من كل "صوابعي"


No comments:

Post a Comment

كومنت ع التهييسة