Wednesday, January 20, 2016

في حب ديزني

طق ... طق ... طقطق ... طق ... طق

طرقات الباب لم تكن مرتفعة لحد الإزعاج
لكنها كانت منتظمة بشكل رتيب يثير الأعصاب

طق ... طق ... طق

انتفضت من سريري في غضب الاسبرطيين وأنا ألعن أبواب الدنيا كلها ومن اخترعها
قمت متوجهاً إلى الصالة وأنا أحاول تزبيط شعري قدر المستطاع وإزالة العماص الحجري الذي تكون عبر عشرات الأحلام الكئيبة، قبل أن أفتح الباب في عصبية واضحة
وقفت للحظات محاولا تجميع مجال الرؤية، لأجد نفس الكائن المزعج ذا الأذنين الكبيرتين يقف على الباب، بينما يسألني بابتسامته اللزجة المعروفة وصوته الغريب الذي يليق بفأر :
- ؟معلش يا عمو ... ما شفتش الواد بطوط

نظرت إليه باحتقار يحمل احتقاراً في حد ذاته، ثم صرخت بصوت جهوري :
- بقولك إيه يا عم ميكي ... مش كل شوية تقرف اللي جابوني
قلتلك الزفت البطبوطي ده مش عندي ... فكك مني بقى

تراجع في خضة واضحة وهو يردد : طيب طيب ... ما تزقش بس يا عم

زمجرت في غضب بينما عيناي تتلونان بلون أحمر قابل للنفجار
فما كان منه إلا أن خد ديله في سنانه وطيران على السلم وأنا أتابع صراخي بعيون جاحظة وصوت ملعلع:
- واوعى أشوفك هنا تاني بودانك اللي عامله زي فطيرة التونة دي

أغلقت الباب بشدةٍ جعلته يتردد من الأطراف في موشن بلور اهتزازي شديد
ثم توجهت إلى سريري في قرف محاولا إكمال نومي
وما إن مررت بالحمام، حتى سمعت دندنة مألوفة تتردد في جنباته السيراميكية
دندنة تتميز باللدغة العجيبة، والصوت النشاز

فتحت الباب بسرعة، لأجده مستلقيا في البانيو بمنقاره الذهبي الثرثار
ما إن رآني، حتى كف عن الغناء، والتفت قائلا في سماجة :
- في حد سأل عليا يا بوب ؟
نظرت إليه في خنقة وأنا أردد : ده الواد ميكي ... تقريبا كان عايز البوكسر الأحمر بتاعه
رد عليا مباشرةً : بوكسر أحمر وبترتر ... هعهع .. هعهع ... هعهع
طنشت ألشته الرخمة وضحكته السمجة، وهممت في الخروج مغلقا الباب ورائي
قبل أن ألتفت مرددا :
- وانجز بقى الحمام وحياة البطة مامتك ... بدل ما آجي أعمل عليك شوربة

‫#‏حدث_بالفعل_في_مدينة_البط‬
.

No comments:

Post a Comment

كومنت ع التهييسة