Thursday, March 5, 2009

مواصلات بابا أوبحية

قصة ساخرة كتبتها لمجلة جامعية

--------------------------

مواصلات بابا أوبحية
..........................


في عام 2025 قررت "جمهورية بابا أوبح الفيدرالية" تطبيق قانون جديد, يقضي بإلغاء مواكب كل السادة المسئولين لدى الحكومة البابا أوبحية وسحب سياراتهم مع إبدالها بوسائل مواصلات عامة تساعدهم على الانتقال لمقار عملهم ...

وضج الجميع, واعتبر السادة المسئولون هذا القانون تقليلا من شأنهم واحتقارا من مكانتهم, لكن مجلس الشعب البابا أوبحي استغل هذا التصريح لإقرار القانون مقرا "إذا كان سيادتهم يعتبرون ركوب المواصلات نوعا من التحقير, فكيف يرضونه لمواطنيهم ؟ ... وإن كانوا يعتبرونه نوعا من الشرف, فلا يريد المواطن أن يستأثر بهذا الشرف وحده"
وهنا صدر القانون, وسكت المسئولون, وبدأ عصر مواصلات سعادتهم ...

قررت الحكومة تخصيص خطوط مواصلات مخصوصة من مواقف قريبة من سكن كبار المسئولين والوزراء تنطلق مباشرة إلى الهيئات الحكومية حاملة معها بعض المواطنين أيضا الذين يرغبون بالذهاب إلى هذه الهيئات لقضاء مصالحهم ...

--------------------------



وأصبح من المعتاد أن تمر ببعض المواقف التالية :
رئيس الوزراء مشيرا إلى أحد الميكروباصات : يا أسطى ... رايح حكومة ؟
الأسطى : أيوه سيادتك ... اركب بسرعة
الوزير: بسرعة ليه ؟
الأسطى: عشان في أمين جي بيلم الرخص ... خلص بقى

ويضطر رئيس الوزراء السمين إلى الجري لهثا وراء الميكروباص هو والاتنين بودي جارد برفقته, حتى تمكن أخيرا من الصعود , حاول الجلوس على أحد الكراسي, لكن يدا غليظة منعته , نظر الوزير ليجده وكيل وزراة الزراعة مانعا إياه وهو يردد :
- معلش سيادتك ... أصله محجوز
رئيس الوزرا : محجوز إزاي يعني ؟
الوكيل : حاجزه لسيادة وزير الزراعة يافندم, عشان هوه راح يفطر من عربية الفول اللي على الناصية وجي حالا
ردد رئيس الوزراء في سره : دي فكرة عبقرية بجد, هوه ده الاستغلال ولا بلاش ..
ثم مال على البودي جارد على يمينه :
- بقولك يا بسيوني
- أنا حسين سيادتك ... بسيوني الناحية التانية
- يا عم هي هتفرق؟ هوه أنا بنادي على نتيجة ثانوي ؟ ... المهم, فكرني لما أروح أقول لفهمي الوكيل بتاعي يبقى يحجزلي الصبح
- علاء ... اسمه علاء يافندم
برطم رئيس الوزراء بكلام مبهم عن الغباء والتعليم المجاني ... ثم عاد في حاله ليقرأ عدد ميكي ماوس الجديد ليستغل وقته فيما هو أفيد ...


--------------------------


وفي موقف آخر, وقف وزير الخارجية منتظرا الميكروباص الذي سيقله, لكن بمجرد أن جاء الميكروباص مناديا "جامعة الحلل ... جامعة الحلل" حتى انقض عليه الناس جميعا, كافح سيادته للوصول إلى الباب لكن الهجوم البشري منعه من ذلك ...
مواطن 1: إيه يا أستاذ ... متزقش
الوزير : أصل أنا عايز أركب يا جدعان
مواطن 2: مش تقول كده؟ ... أصل احنا جايين نجيب عيش
الوزير : انت بتهرج يا ذوق ؟
مواطن 2: أيوه ... بهرج حشيش

هنا تدخل البودي جارد بلكمة كالقنبلة كسر بها فك المواطن ثم أتبعها بلكمة هوت بمعدته إلى القاع قبل أن يختمها بروسية ورمت دماغه ..
الوزير : جدع يا بسيوني ... ربي الواد ده
البودي جارد: أنا مش بسيوني يا أفندم ... أنا "مرهم صبري"
الوزير: إيه ده؟ ... احنا يابني مش بعتناك إسرائيل عشان تدهن صباع ريسهم الكبير بفيبيكس عشان الريحة ؟
مرهم : أيوه يافندم ... بس رجعوني من على الحدود عشان ممعييش صورة البطاقة

وصل الوزير إلى الكنبة الخلفية يتبعه البودي جاردات , وما إن استقر فيها حتى التفت إلى "مرهم" مرددا :
- لا يا "مرهم" ... روح صور البطاقة وارجع بسرعة ... أصلي متراهن مع رئيس الوزرا على نجاح الحكاية دي, والرهان دخل في عشوة كباب وانت عارف إني جلدة
- حاضر يا ريس ... بس ممعاكش 50 قرش سلف أصور بيها البطاقة ؟
نظر له الوزير شزرا ثم التفت إلى البودي جارد على يساره :
- بسيوني ... اديله الخمسين قرش ... وادفعلنا عشان ممعيش فكة ...

--------------------------



وفي موقف قريب, وقف وزير الداخلية بكل ثقة, بينما راح رجال الشرطة يرصون الميكروباصات وراء بعضها البعض حتى يختار سيادته أيها يركبها, واختار في النهاية ميكروباص من بتوع توروتا 2007 المريح جدا, نزل السائق بسرعة ليفتح له الباب الأمامي حتى يركب سيادته :
- يا ميت مرحبا يا ميت مرحبا ... نورت ميكروباصنا المتواضع ... عليا الطلاق مانتا دافع مليم النهاردة يا باشا ...
يومئ له الوزير في قرف, ثم يركب, وما أن يستقر في جلسته حتى يمر أحد المواطنين سائلا السائق : حكومة يا برنس ؟
هز السائق رأسه في لا مبالاة علامة الإيجاب, فراح المواطن إلى الكرسي الأمامي محاولا فتحه ليجلس على الكرسي الآخر
المواطن: ممكن يا حضرة ؟
الوزير : خلاص هنا يا كابتن
المواطن : خلاص ليه ؟
لم يرد الوزير .... ولكن أشاح بوجهه في ازدراء , فـ "نقحت" كرامة المواطن على نفسه
- إيه يا إكسلانس؟ انت بتنفضلي ؟
- متغور بعيد يله انتا
- انت بتغلط كمان ... ده انت ليلتك سودا
سارع الرجل بإخراج مطواته, وما إن ظهر نصلها, حتى وجد مئات الظلال تحيط به, ولم يكن أمامه من الوقت إلا أن يلمح في المرآة الأمامية للميكروباص عددا من الرجال يحملون عددا من النجوم يكفي لتكوين مجرة كاملة بملحقاتها ... قبل أن تظلم الدنيا أمامه, ويقضي بقية حياته يشاهد فجوة سوداء ...

--------------------------



وأذاعت وكالات الأخبار أنه وبينما كان يهم وزير الحربية بركوب أحد الميكروباصات, زاحمه بعض الناس, مما استدعى رجاله إلى إفراغ ذخيرة كتيبة من الرصاص وحمولة طائرة من القنابل في تلك الجموع "عشان يوسعوا السكة" للسيد الوزير ... ولم ينسى الوزير أن يعزي أسر الضحايا, معتبرا هؤلاء من الشهداء , لأنهم ماتوا في سبيل تيسير "الطريق" للسيد الوزير للدفاع عن البلاد ...


--------------------------



أما وزير المواصلات فكان أكثرهم دهاءاً , فقد قام بالتعاون مع وزير التخطيط والعمران بإعداد خريطة المواقف الحكومية وأماكن الهيئات الحكومية الجديدة, بحيث تصبح وزارتهما بجانب مقار سكنهما, ولا يضطرهم الموضوع إلا إلى قيادة "البسكلتة" حتى المقر ...


--------------------------




وظهر موقف لم تعمل له الحكومة البابا أوبحية حساباً, فقد أصبح المواطنون ينتظرون الوزراء في مواقف الميكروباص للتقدم بطلباتهم ...
مواطن 1 حاملا شهادة ميلاد : بقولك يا ذوق ... مش وزير الصحة بيركب من هنا ؟
مواطن 2 حاملا ورق التجنيد : لأ ... بيركب من موقف أخناتون ...
مواطن 1 وقد لمح ورق التجنيد : إيه ده؟ انت مستني مين ؟
مواطن 2: وزير الحربية ... أصلهم طلبوني في التجنيد وأنا عندي 42 سنة عشان "الكامبيوتر" عندهم بيقول إن عندي 22, ولما وريتهم شكلي وبطاقتي, قالولي إنهم مش معقول يصدقوني ويكدبوا "الكامبيوتر"
مواطن 1: انت مسمعتش عن الحادثة ولا إيه ؟
مواطن 2: أيوه ... بس المضطر يركب الصعاب ... وبعدين معايا واسطة .. الأسطى اللي الوزير بيركب معاه يبقى ابن عمي لزم ... ده غير إني لابس درع واقي جايبه مستعمل من سوق الجمعة .
مواطن 1: آآآآآآه ... قلتلي ...
مواطن 2: وانت عايز وزير الصحة ليه ؟
مواطن 1: أبداً ... أصل عايز أعمل عملية مرارة على نفقة الدولة, قالولي كل اللي مولود بعد سنة 90 ممنوع من النفقة, على اعتبار إن أبوه خدها وهمه عملوا اللي عليهم ..
صوت هرج ومرج وزحمة وتبادل إطلاق نار
مواطن 2: طيب أستأذنك بقى, لحسن السيد الوزير جه
مواطن 1: بالتوفيق يا باشا ... خلي بالك من نفسك بس
يتبادل الاثنان الأحضان والدموع ... وينطلق كل إلى مصيره ...








بعد شهر من تطبيق القانون ... رأت الحكومة أن تكلفة المواصلات الحكومية الجديدة عالية جدا, خصوصا أنها مرت بأيادي عدد من المسئولين "اللي طلعوا منها مصلحة" ... لذا قررت إلغاء المشروع, واستبداله بطقم "تكاتك" بلدي مستورد من جزر البهاريز ... وأهو كله في مصلحة البلد ...


5 comments:

  1. ههههههههههه
    بوست جامد..بالاذت اخر حتة جامدة جدا

    ReplyDelete
  2. جامد جدا


    بس هو أروح جمهورية البابا أوبحية دية إزاي

    ReplyDelete
  3. إيه يا بني الفظاعة دي ... أنت بجد ما شاء الله عليك ...ربنا يحرسك يا بني من أعين الأعداء و الوزراء

    ReplyDelete
  4. شكرا شكرا ... اللي عايز يروح جمهورية بابا أوبح
    يركب أتوبيس "خمسينوز
    وينزل محطة أي هبل في الجبل
    بس أهم حاجة يبقى واخد سندوتشات مربى معاه ... عشان الباسبورتات بتاعتهم بتتختم بالقشطة
    :D

    وبعدين الكلام ده عند البابا أوبحيين ... شأن داخلي يعني ... احنا مالنا
    :P

    ReplyDelete

كومنت ع التهييسة